شهر به الإيمان ثل عرشه # و الكفر بالإسلام بان بطشه
هلاله قوس رمى قلب الهدى # و الدين في سهم الحتوف و الردى
قد كان عند الكفر و الإسلام # فيه القتال أعظم الآثام
و آل حرب حاربوا رب السما # فيه و حللوا الدم المحرما
و انتهكوا حرمة سادات الحرم # و ارتكبوا ما أمطر السماء دم
يا آل حرب لا لقيتم سلما # و لا وقيتم من لسان ذما
لعنتم في الأرض و السماء # على لسان جملة الأحياء
بشراكم بالويل و الثبور # و بالعذاب يوم نفخ الصور
كم حرة للمصطفى هتكتم # و كم دم لولده سفكتم
يا أمة الخذلان و الكفران # و عصبة الضلال و الشيطان
بأي عين تبصرون جده # و قد فعلتم ما فعلتم بعده
جزرتم جزر الأضاحي نسله # و سقتم سوق الاماء أهله
نسيتم احسان يوم الفتح # نسيتم فيه جميل الصفح
قد كنتم لو لا بدور هاشم # سرا يضيع في ضلوع كاتم
بهم تسنمتم ذرى المنابر # كما علوتم صهوة المفاخر [1]
يزيد بعد معاوية
لما هلك معاوية بدمشق للنصف من رجب سنة ستين هجرية كان ابنه يزيد في «حوران» فأخذ الضحاك بن قيس أكفانه و رقي المنبر فقال بعد الحمد للّه و الثناء عليه: كان معاوية سور العرب و عونهم و جدهم قطع اللّه به الفتنة و ملكه على العباد و فتح به البلاد ألا إنه قد مات و هذه أكفانه فنحن مدرجوه فيها و مدخلوه قبره