المعلنين بكلمة الحق و تأييد الدين فهو بقوله الحق يرفع دعامة الاصلاح و تشييد مبانيه و يطأ نزعة الباطل بأخمص الهدى و يقلع اشواكه المتكدسة أمام سير المذهب و يلحب طريقه الواضح.
و لم يعهد من الأئمة مع تحفظهم على التقية و إلزام شيعتهم بها تثبيط الشعراء عن المكاشفة في حقهم و اظهار باطل المناوئين مع أن في الشعراء من لا يقر له قرار و لا يؤويه مكان فرقا من أعداء أهل البيت لمحض مجاهرتهم بالولاء و الدعوة إلى طريقة آل الرسول كالكميت و دعبل الخزاعي و نظرائهما بل كانوا : يؤكدون ذلك بالتحبيذ و ادرار المال عليهم و اجزال الهبات لهم و ذكر المثوبات على عملهم هذا.
و ليس ذاك إلا لعلمهم بأن المكاشفة في أمرهم أدخل في توطيد أسس الولاية و عامل قوي لنشر الخلافة الالهية حتى لا يبقى سمع إلا و قد طرقه الحق الصراح ثم تتلقاه الأجيال الآتية كل ذلك حفظا للدين عن الاندراس و لئلا تذهب تضحية أمناء الوحي في سبيله ادراج التمويهات.
و لو لا نهضة أولئك الافذاذ من رجالات الشيعة للذب عن قدس الدين بتعريض أنفسهم للقتل كحجر بن عدي و عمرو بن الحمق و ميثم التمار و أمثالهم بما نال أهل البيت من أعدائهم لما عرفت الأجيال المتعاقبة موقف الأئمة من الدين و لا ما قصده أعداؤهم من نشر الجور و الضلال.
إن الكلمة الناضجة في وجه حمل الحسين عياله إلى العراق مع علمه بما يقدم عليه و من معه على القتل هو أنه 7 لما علم بأن قتلته سوف تذهب ضياعا لو لم يتعقبها لسان ذرب و جنان ثابت يعرّفان الأمة ضلال ابن ميسون و طغيان ابن مرجانة باعتدائهما على الذرية الطاهرة الثائرة في وجه المنكر و دحض ما ابتدعوه في الشريعة المقدسة.
كما عرف «أبيّ الضيم» خوف رجال الدين من التظاهر بالانكار و خضوع