قد كان أخبرك القران بفضله # فمضى القضاء به من الحكام
إن ابن فاطمة المنوه باسمه # حاز الوراثة عن بني الأعمام
و بقي ابن نثلة واقفا مترددا # يبكي و يسعده ذوو الأرحام [1]
و مروان سرق المعنى مما قاله مولى لتمام بن معبد بن العباس بن عبد المطلب معرضا بعبيد اللّه بن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فإنه أتى الحسن بن علي 7 و قال: أنا مولاك، و كان قديما يكتب لعلي بن أبي طالب 7 فقال مولى تمام:
جحدت بني العباس حق أبيهم # فما كنت في الدعوى كريم العواقب
متى كان أولاد النبي كوارث # يحوز و يدعى والدا في المناسب [2]
و مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة كان يهوديا أسلم على يد مروان بن الحكم و قيل من سبي اصطخر اشتراه عثمان بن عفان و ولاؤه لمروان شهد يوم الدار مع مروان و لما أصيب مروان بن الحكم حمله مولاه ابن أبي حفصة على عاتقه و هو يجره و مروان يتأوه فيقول له اسكت إن علموا بك قتلت، فأدخله بيت امرأة عن عنزة و داواه حتى برىء فأعتقه مروان و شهد معه يوم الجمل و مرج راهط [3] و غضب صالح بن عطية الاضجم من بيت مروان (أنى يكون و ليس ذاك بكائن) فاتصل به يخدمه مدة حتى أنس به هو و اهله حتى إذا مرض ابن أبي حفصة كان صالح ممرضا له فلما خف من عنده و بقي صالح وحده وضع يده على حلقه فخنقه حتى مات و مضى عنه و لم يشك أهله به [4] .
و حسب الشاعر أن يترتب على عمله البار هاتيك المثوبات الجزيلة التي تشف عن أن ما يصفه بعين اللّه سبحانه حتى يبوئه الجليل سبحانه من الخلد حيث يشاء و تزدان به غرف الجنان و لا بدع فإنه بهتافه هذا معدود من أهل الدعوة الإلهية
[1] عيون أخبار الرضا ص 305 و ذكر الطبرسي في الاحتجاج ص 214 في أحوال موسى بن جعفر أنه الذي سمع الهاتف.