بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على محمّد و آله الطاهرين، و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، و منكري فضائلهم من الأولين و الآخرين إلى قيام يوم الدين.
لماذا كتاب كفاية المهتدي؟
بغض النظر عن الدواعي التي دفعت المؤلف ; لكتابته هذا الكتاب، و التي أشار إليها في المقدّمة، و إن كان قد ركزّ هو على فكرة جمع أربعين حديثا، و استشهد له بالروايات، و الأقوال؛ و لم يفصّل القول في الموضوع العقائدي الذي ابتنت عليه أصول و قواعد جمعه لأحاديث كتابه؛ و لعل السبب يعود: إلى أنّه أو كل ذلك إلى نفس القارئ عندما يطلّع على درر المعاني و الأفكار بما يقرأه من روايات و أحاديث الكتاب.
و في الواقع أنّ الكتاب لم يأت بشيء جديد يستحق كلّ هذا الاهتمام: من ترجمة، و تحقيق، و متابعة، بل كاد أن يكون تكرارا لكتب كثيرة جمعت الروايات، و الأخبار التي اختصّت موضوعها بالمهدي 7، أو اشتملت عليه، مثل: كمال الدين، و غيبة الطوسي، و غيبة النعماني، و عشرات غيرها؛ إلاّ إنّه تميّز عنها بشيء جديد استحقّ كلّ هذا الاهتمام و الرعاية، و هو: انّه جمع في كتابه هذا عشرات الأحاديث التي رواها الشيخ الفضل بن شاذان (المتوفى سنة 257 للهجرة، أي بعد ولادة الإمام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف بسنتين فقط) في كتابه الغيبة، و إثبات الرجعة؛ و التي طالما نقل عنهما الشيوخ الأوائل