قال: يا جندل في زمن كل واحد منهم شيطان يعتريه و يؤذيه، فإذا أذن اللّه للحجّة خرج، و طهّر الأرض من الظالمين، فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للسالكين في محجته و الثابتين في موالاته و محبته، أولئك ممّن وصفهم اللّه في كتابه، فقال: اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ، [1] و قال: أُولََئِكَ حِزْبُ اَللََّهِ أَلاََ إِنَّ حِزْبَ اَللََّهِ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ . [2]
ثم قال جابر: عاش جندل بن جنادة إلى أيام الحسين بن عليّ 8، ثمّ خرج إلى الطائف، فمرّ فدعا بشربة من لبن فشربه، و قال: كذا عهد إليّ رسول اللّه 6 أنّه يكون آخر زادي من الدنيا شربة من لبن، ثم مات، و دفن بالطائف في الموضع المعروف بالكوداء، ; تعالى.
يقول المؤلف:
إن حكاية جندل و سبب مجيئه من خيبر إلى أمير المؤمنين 7 و حضوره معه 7 في حروبه في صفين و غيرها مع مخالفيه، طويلة، فمن أراد الإطلاع عليها فليرجع إلى (التاريخ الكبير للثقفي عليه الرحمة) ، و إذا لم يحصل عليه فليطالعها في كتاب (رياض المؤمنين و حدائق المتقين) من مؤلفات هذا الحقير.