الخلق من المنهيّات و يحرّضهم على الأوامر، و تعلم جميع مصالح العباد من توقيعاته كعبة أرباب السداد.
و يعدّ كل توقيع من تلك التوقيعات بنفسه معجزة؛ و هي كثيرة لا يسع مجموعها هذا المختصر، و قد تقدم قليل منها في هذه السطور، و سوف يأتي بعضها إنشاء اللّه تعالى في هذا السفر.
روي عن محمّد بن يعقوب بن عليّ بن محمّد قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش[و المقصود من مقابر قريش مرقد الإمامين الكاظمين 8 المنور]و قبر الحسين 7، فلما كان بعد أشهر[زارها رجلان من الشيعة فدعاهما]الوزير الباقطاني و زجرهما، فقال[لخادمه]: لاق بني الفرات و البرسيّين و قل لهم: لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أن يقبض على كلّ من زار. [1]
و بعد حدوث هذه الواقعة علم سبب منعه لزيارة مقابر قريش الذي ورد في توقيعه 7.
[حكاية القاسم بن العلاء]:
و الرواية الأخرى: روى الشيخ المفيد عن أبي عبد اللّه الصفواني قال: رأيت القاسم بن العلاء و قد عمّر مائة سنة، و سبع عشرة سنة، منها ثمانون سنة صحيح العينيين لقى العسكريّين 8 و حجب بعد الثمانين، وردّت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام؛ و ذلك إني كنت بمدينة (أرّان) من أرض آذربيجان، و كان لا تنقطع توقيعات صاحب الأمر 7 عنه على يد أبي جعفر العمري، و بعده على يد أبي القاسم بن روح، فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين، و قلق لذلك.
فبينا نحن عنده نأكل إذ دخل البواب مستبشرا، فقال له: فيج العراق