و روى أيضا أبو عقيل عيسى بن نصر: أن علي بن زياد الصيمري كتب يلتمس كفنا.
فكتب: إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين.
فمات في سنة ثمانين، و بعث إليه بالكفن قبل موته. [1]
و قد ذكر في الدفاتر الصحيحة، و في كتب الآثار الصريحة؛ أنه قد خرجت التوقيعات في زمن الغيبة الصغرى من عند صاحب الزمان عليه صلوات الملك المنان، و قد اختص جماعة بإظهار تلك التوقيعات، و كان يتمّ إعلان تلك التوقيعات العظيمة البركات بأمره 7 إلى كثير من شيعته فيحذّر
ق-يا محمّد بن إبراهيم لا يدخلنك الشكّ فيما قدمت له، فإن اللّه عزّ و جلّ لا يخلّي الأرض من حجة، أليس قال لك أبوك قبل وفاته: أحضر الساعة من يعيّر هذه الدنانير التي عندي، فلّما أبطئ ذلك عليه و خاف الشيخ على نفسه الوحا قال لك: عيّرها على نفسك، و أخرج إليك كيسا كبيرا و عندك بالحضرة ثلاثة أكياس و صرّة فيها دنانير مختلفة النقد فعيرتها، و ختم الشيخ بخاتمه و قال لك:
اختم مع خاتمي، فإن أعش فأنا أحق بها، و إن أمت فاتّق اللّه في نفسك أوّلا ثمّ فيّ، فخلصني و كن عند ظني بك. أخرج رحمك اللّه الدنانير التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا و هي بضعة عشر دينارا و استردّ من قبلك، فإنّ الزمان أصعب مما كان، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل) .
قال محمد بن إبراهيم: و قدمت العسكر زائرا فقصدت الناحية، فلقيتني امرأة و قالت:
أنت محمّد بن إبراهيم؟
فقلت: نعم.
فقالت لي: انصرف فإنك لا تصل في هذا الوقت، و ارجع الليلة فإن الباب مفتوح لك فادخل الدار و اقصد البيت الذي فيه السراج، ففعلت و قصدت الباب فإذا هو مفتوح، فدخلت الدّار و قصدت البيت الذي و صفته، فبينا أنا بين القبرين أنتحب و أبكي إذ سمعت صوتا و هو يقول: يا محمد اتقّ اللّه و تب من كلّ ما أنت عليه فقد قلّدت أمرا عظيما. كمال الدين: 486/ح 8.