أولهما: التعريف بتلك المصادر و مؤلفيها، ليعرف القارئ أهمية مصدر الحديث الذي يقرأه، و قوّة اعتباره، و صحته، و سلامته، و بذلك يتضح بطلان كلام أصحاب الشبهات الباطلة و الدعاوى الكاذبة.
و ثانيهما: لأنّه قد أكثر النقل عنها حتى صار الكتاب كأنّه ملخص شريف لتلك الكتب، بحيث قال المحقق العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني: «و هذا الأربعين فارسي، و ترجمة و شرح للأحاديث التي رواها الفضل بن شاذان و غيره» . [1]
و لعله كان يقصد من كلمة (و غيره) ما نقله عن أستاذه و شيخه النوري حيث قال في أول كتابه (جنّة المأوى) : «إنّي كلّما انقل في هذا الكتاب عن غيبة الفضل بن شاذان، و عن غيبة الحسن بن حمزة المرعشي، و عن كتاب الفرج الكبير لمحمّد بن هبة اللّه بن جعفر الطّرابلسي، فإنّما أنقلها عن كتاب المير لوحي هذا، لأنّها كانت موجودة عنده، و ينقل عنها في كتابه هذا» . [2]
أقول: هكذا هو الموجود في عبارة الطهراني قدّس سرّه حيث نسب الكلام لأستاذه في بداية كتابه (جنة المأوى) و لكننا قرأنا الكتاب عدّة مرات فلم نجده فيه، و إنما هو موجود في كتاب النجم الثاقب لأستاذه النوري قدّس سرّه، حيث قال الشيخ النوري الطبرسي قدّس سرّه في مقدمة كتابه (النجم الثاقب) عند عدّه مصادر كتابه ما تعريبه:
«كتاب كفاية المهتدي في أحوال المهدي 7 للسيد محمّد بن محمّد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري الملقّب بالمطهّر و المتخلص بالنقيبي، تلميذ المحقق الدّاماد، و أكثر ما في هذا الكتاب نقله من كتاب الفضل بن شاذان حيث ينقل الخبر سندا و متنا أوّلا، و من ثمّ يترجمه.
و كان عنده (غيبة) الشيخ الطّرابلسي، و (غيبة) الحسن بن حمزة المرعشي أيضا.