نقل بعضهم أنه حدّث رشيق حاجب المادراني قال: «بعث إلينا المعتضد و أمرنا أن نركب و نحن ثلاثة نفر، و نخرج مخفّين على السروج و نجنب أخرى، و قال: الحقوا بسامراء، و اكبسوا دار الحسن بن عليّ فانه توفي، و من رأيتم في داره فأتوني برأسه.
فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدناها دارا سريّة كأن الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت، فرفعنا الستر و إذا سرداب في الدار الأخرى، فدخلناها و كأن بحرا فيها و في أقصاه حصير، و قد علمنا أنه على الماء، و فوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي، فلم يلتفت إلينا و لا إلى شيء من أسبابنا؛ فسبق أحمد بن عبد اللّه ليتخطى، فغرق في الماء، و ما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته و أخرجته، فغشي عليه و بقي ساعة.
و عاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك، فناله مثل ذلك.
فبقيت مبهوتا، فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلى اللّه و إليك، فو اللّه ما علمت كيف الخبر و إلى من نجئ، و أنا تائب إلى اللّه.
فما التفت إليّ بشيء مما قلت؛ فانصرفنا إلى المعتضد، فقال: اكتموه و إلاّ ضربت رقابكم. [1]