والملاحظ أنّ الدكتور القفاري قد استند إلى نفس هذه العبارة لإثبات مدعياته، بيد أنّه ـ ومع الأسف ـ قام بحذف الفقرة التي تقول "أو شيخه ابن طاووس" علّه بهذا التقطيع لكلمات الحرّ العاملي أن يبلغ ذاك الكشف الذي ادّعاه.
وإنّما أقدم على هذه الخيانة التي فعلها في عبارة الحر العاملي بتقطيعه النص ليستنتج منها بعد ذلك قائلا:
"وكأنّ... رواياتهم (أي الشيعة) كانت بلا زمام ولا خطام حتى شنع الناس عليهم بذلك فاتجهوا حينئذ لذكر الاسناد..."[2].
3 ـ ذلك أن الحر العاملي لم يقل أبداً بأن روايات الشيعة كانت بلا زمام ولا خطام ما قبل هذا الاصطلاح الجديد، بل ـ وفقاً لمشربه الأخباري ـ قائل بصحة (بالمعنى القديم لهذا المصطلح) الروايات في كتابه وسائل الشيعة، وقد استفاد منها وتحدث حول هذا الموضوع بالتفصيل، راجع وسائل الشيعة: ص 96 وما بعدها.
اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف و تفنيد الإفتراءات المؤلف : الدكتور فتح الله المحمدي الجزء : 1 صفحة : 589