عدلا كما ملئت جورا. فذلك هو المهدى، و هذا حديث مشهور.

و قد اخرج أبو داود و الزهرى عن على بمعناه و فيه لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث اللّه من أهل بيتى من يملأ الارض عدلا؛ و ذكره فى روايات كثيرة و يقال له ذو الاسمين محمد و أبو القاسم قالوا أمه أم ولد يقال لها صيقل.

و قال السدى يجتمع المهدى و عيسى بن مريم فيجى‌ء وقت الصلاة فيقول المهدى لعيسى تقدم فيقول عيسى أنت أولى بالصلاة فيصلى عيسى ورائه مأموما

قلت فلو صلّى المهدى خلف عيسى لم يجز لوجهين احدهما لأنه يخرج عن الامامة بصلاته مأموما فيصير تبعا، و الثانى لأن النبى صلّى اللّه عليه و اله قال لا نبى بعدى و قد نسخ جميع الشرائع فلو صلّى عيسى بالمهدى لتدنس وجه لا نبى بعدى بغبار الشبهة.

و عامة الامامية على ان الخلف الحجة موجود و انه حى يرزق و يحتجون على حياته بأدلة منها ان جماعة طالت اعمارهم كالخضر و الياس فانه لا يدرى كم لهما من السنين و انهما يجتمعان كل سنة فيأخذ هذا من شعر هذا و هذا من شعر هذا

و فى التوراة ان ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة و المسلمون يقولون الفا و خمسمائة.

و قال محمد بن اسحاق عاش عوج بن عناق ثلاثة آلاف سنة و ستمائة سنة ولد فى حجر آدم و عناق أمه و قتله موسى بن عمران و أبوه سيحان و عاش الضحاك و هو بيور سب الف سنة و كذلك طهمورث.

و اما من الأنبياء فخلق كثير بلغوا الألف و زادوا عليها كآدم، و نوح و شيث و نحوهم و عاش قينان تسعمائة سنة و عاش مهلائيل ثمان مائة و عاش نفيل ابن عبد اللّه سبعمائة سنة و عاش سطيح الكاهن و اسمه ربيعة بن عمرو ستمائة سنة و عاش عامر بن الضرب خمسمائة و كان حاكم العرب و كذا تيم اللّه بن ثعلبة و كذا سام بن نوح و عاش الحرث بن مضاض الجرهمى اربعمائة سنة و هو القائل‌