و عدم اقامة الحد عليه، و قيّده المشهور بما اذا تاب المقر، و دليله غير ظاهر.» [1]

6- الشيخ الوالد: «و لو اقرّ ثم تاب عنه تخيّر الامام 7 في اقامة الحد عليه أو العفو عنه، رجما كان أو غيره و لا خلاف فيه الّا من الحلي ..». [2]

الفصل السابع عشر هل التعزير يشمل الحبس؟

التعزير- لغة- من الألفاظ المتضادة فهو بمعنى التعظيم و التوقير و الاعانة و النصر، و الضرب أو أشد من الضرب، و التأديب و المنع و الرد و التوقيف على باب الدين، و اللوم، و يقال للتأديب الذي هو دون الحد تعزير لأنه يمنع الجاني أن يعاود الذنب.

و شرعا: عقوبة أو اهانة لا تقدير لها- و قيده البعض بالغالب- وحده دون الحد كما يراه الوالي، و هو تابع للمفسدة و ان لم يكن معصية كتعزير الصبيان و غير المكلفين- و انه على وفق الجنايات في الصغر و العظم بخلاف الحد فانه يكفي فيه مسمّى الفعل و يدخل التخيير فيه بحسب انواع التعزير و مصاديقه و يختلف باختلاف الإهانات في الأمصار.

هذا و قد صرّح جمع من فقهائنا- (رضوان اللّه عليهم)- بشمول التعزير- أو خصوص التأديب- للحبس، كما عن شيخ الطائفة في المبسوط و ابن البراج في المهذب، و العلامة الحلي في التذكرة و التحرير و القواعد، و العلامة المجلسي الأول في روضة المتقين و الشيخ محمد حسن النجفي في موردين من موسوعته القيمة جواهر الكلام، كما يلوح ذلك من بعض آخرين- (قدس اللّه أسرارهم)- كالشهيد الثاني في المسالك و الفاضل الهندي في كشف اللثام.

كما هو رأي أكثر العامة بل كلهم كالماوردي و أبي يعلى في الأحكام السلطانية و القرشي في معالم القربة و السرخسي في المبسوط، و الكاساني في البدائع و الصنائع و السمرقندي في تحفة الفقهاء، و ابن قدامة في المغني و احمد بن يحيى في عيون الازهار،

[1]. مباني تكملة المنهاج 1: 176.

[2]. ذخيرة الصالحين 8: 38.