و ممّا أفاده و ألقاه في مجالس درسه على طلّاب العلم، و روّاد الفضيلة، هو مباحث الخمس و الأنفال، و قد ابتدأ في إلقائه يوم السبت تاسع جمادى الاولى عام 1394 و فرغ منه يوم الأربعاء ثالث عشر من صفر عام 1400 أوان نجاح الثورة الإسلاميّة على ما ضبطه بعض تلامذته، و يساعده ما أرّخه (قدس سرّه) في بعض مواضع الكتاب كما ذكر في ص 550 أنّه كان ذلك في 18 ج 2 من سنة 1396 و في ص 822 أنّه في أواخر ذي الحجّة 1397.
و قد كانت الشهور و الأيّام مقارنة لالتهاب لهيب الثورة الإسلاميّة، و الضيق و الحرج الشديد من جانب الحكومة الطاغوتيّة على العلماء و المراجع و الطلّاب و الحوزات العلميّة، بل و عموم المؤمنين، و هو (قدس سرّه) كان ملجأ بين الناس، و يراجع إليه في ما يرد عليهم من المصائب و المشكلات، و قد كان (قدس سرّه) شديد التأثّر من ذلك، و لأجله طالت سنوات البحث، حيث تخلّلتها فترات طويلة عطّل فيها البحث و التدريس، و ذلك للاعتصابات و التظاهرات إضافة إلى تعطيلات الحوزة السنويّة.
و مع ذلك كلّه لا يفوته استمرار البحث و التدريس و الكتابة، و كان يكتب ما ألقاه بعد البحث و المذاكرة حتّى حصل منه هذا السفر القيّم الذي بين يديك، و هو مركّب من متن و شرح، كلاهما بقلمه الشريف، و المتن مؤلّف ممّا في العروة و الوسيلة و ما في القواعد و الشرائع و اللمعة و غيرها، بل ضمّ ما تعرّض له صاحب الجواهر (قدس سرّه) أثناء كلامه و ما كان يخطر بباله من الفروع، لكي يصير المجموع كتابا وافيا بحلّ الفروع الّتي يكثر فيها الابتلاء. و بعد بيان ذلك تعرّض لشرحه و توضيح مستنده فقهيّا على نحو الاختصار، خاليا عن الإيجاز و الإطناب.