responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح تبصرة المتعلمين المؤلف : الشيخ آقا ضياء الدين العراقي    الجزء : 1  صفحة : 26

فقال والدي (رحمه اللّٰه): إنما أقدمنا على ذلك لأنّا روينا عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب 7 أنه قال في خطبة: «الزوراء و ما أدراك ما الزوراء، أرض ذات أتل، يشيّد فيها البنيان، و تكثر فيها السكّان، و يكون فيها محاذم و خزان، يتخذها ولد العباس موطنا، و لزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو و لعب، يكون بها الجور الجائر و الخوف المخيف، و الأئمة الفجرة و الأمراء الفسقة و الوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا يتناهون عن منكر إذا أنكروه. [يكتفي] الرجال منهم بالرجال، و النساء منهم بالنساء، فعند ذلك الغم العميم، و البكاء الطويل، و الويل و العويل لأهل الزوراء من سطوات الترك، و هم قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجانّ المطوقة، لباسهم الحديد، هرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدأ ملكهم، جهوري الصوت، قوي الصولة، عليّ الهمة، لا يمر بمدينة إلّا فتحها، و لا ترفع عليه رأيه إلّا نكسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر».

فلما وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك. فطيّب قلوبهم، و كتب لهم فرمانا باسم والدي (رحمه اللّٰه) يطيّب قلوب أهل الحلّة و أعمالها [1].

و لم يكن عمل هذا الشيخ الجليل مساومة للفاتح المعتدي، و لا مساعدة على تسليط الكافر على المؤمن، بل لما شاهده من الخليفة العباسي آن ذاك من انهماكه في لهوه و لعبه، و عدم تفكيره في مصير الأمة الإسلامية. و من عدم وجود القدرة الكافية لمواجهة الغزو المغولي، و كان يعلم أن المغول التتار إذا دخلوا بلدة ما ذا يصنعون بها من الدمار و الهلاك و السبي و التعدي على الناموس.

لذلك صمّم هذا الشيخ و من معه من علماء الطائفة على مواجهة الكارثة بأسلوب عقلائي و تدبير محكم، فراسلوا هولاكو أولا، و حافظوا بذلك على مدنهم‌


[1] تحفة العالم 1: 183 نقلا عن كشف اليقين.

اسم الکتاب : شرح تبصرة المتعلمين المؤلف : الشيخ آقا ضياء الدين العراقي    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست