اسم الکتاب : رسالة في أن الوتر ثلاث ركعات المؤلف : السيد مهدي الروحاني الجزء : 1 صفحة : 26
شيء من ذلك في أذهانهم فإنّما هو لفتاوى مراجعهم، و ما قرأوه في الرسائل العمليّة التي بأيديهم [1]، و لا يكون ذلك ممّا تلقّاه الخلف عن السّلف مثل أصل مفاهيم الصلاة و الصوم و الحجّ و أشباهها، كما لا يخفى.
الوتر حقيقة شرعية في ثلاث ركعات
و الذي نراه في الروايات الصادرة عن الإمام الصادق 7، و أسئلة السائلين في عصره، و من بعده من الأئمة : هو تبادر الثلاث ركعات الأخيرة من نافلة الليل من كلمة الوتر.
و منشأ ذلك: أنّه مع وجود الاختلاف في الأمّة في موضوع الوتر، فقد اشتهر عن أمير المؤمنين 7 برواياته التي يرويها عن رسول اللّه 6 من أنّ الوتر ثلاث، أنّ عمله 7 كان على ذلك، و لم ينقلوا عنه 7 خلافه، كما نقلوا عن غيره من الصحابة، و التابعين، و أئمة المذاهب، مؤيّدا ذلك بما رواه عنه ولده الطاهرون :، تارة بروايات النوع الأوّل الذي فيه التحديد بأنّ الوتر ثلاث، و اخرى بروايات النوع الثاني و الثالث، الدالّة على شيوع إطلاق الوتر على الثلاث.
و من كلّ ذلك يعلم: أنّ كون الوتر ثلاثا كان أمرا مسلّما مفروغا عندهم، إذ قد كان أصحابهم يسألونهم عمّا هو مترتّب على
[1] كلمة الوتر عند الفقهاء أيضا في زماننا حقيقة في الركعة الواحدة، و من المحتمل، بل الظاهر أنّه ممّا تلقّاه الخلف عن السّلف، فالمورد من موارد جريان أصالة عدم النقل. «منه دام علاه».
اسم الکتاب : رسالة في أن الوتر ثلاث ركعات المؤلف : السيد مهدي الروحاني الجزء : 1 صفحة : 26