خصنى ربى بالنبوة دونكم، كما يخص بعض البشر بالغنى و الصحة و الجمال، دون بعض من البشر، فلا تنكروا أن يخصنى أيضا بالنبوة ..). [1]
(و يمكن أن يقال) كما قيل: ان الاية نزلت لدفع بعض التخيلات الفاسدة، و هو تخيل ألوهية النّبيّ بعد مشاهدة اعجازه (صلى اللّه عليه و آله)، و اخباراته عن المغيبات، كى تؤكد أن اخبارات النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله) ليست من نفسه، بل يوحى اليه، و المراد من قوله تعالى (لٰا يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ ..) شرك رياء كما نطقت بذلك روايات واردة عن المعصوم :[2].
[3] بتقريب أن النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله)، ينفى ولاية غيره سبحانه و تعالى كما يدل عليه الاستفهام الانكارى في الاية، و يثبتها للّه سبحانه و تعالى فقط، فكيف يجوز لنا أن نثبت للنبى ما ينفيه عن نفسه.
(الجواب عنه) أولا أن المستفاد من الاية عدم جواز اتخاذ النّبيّ وليا على نفسه غيره سبحانه و تعالى، و أما غيره من أفراد البشر هل يجوز لهم اتخاذ غيره سبحانه و تعالى وليا على انفسهم أو لا يجوز؟ فالاية أجنبية عنه، و لا ملازمة بينهما، فان اثبات أحدهما غير مثبت للاخر، و كذا نفيه، فيمكن أن لا يجوز اتخاذ النّبيّ وليا على نفسه من البشر لكونه أفضل منهم، و عدم احتياجه اليهم، و لذا فان عليا 7 له ولاية على ما سوى اللّه، الا النّبيّ فلا ولاية له على النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله) لما ذكرنا بخلاف غيره فانه يجوز لهم اتخاذ غيره سبحانه و تعالى من النّبيّ و الائمة وليا على أنفسهم لكونهم محتاجين اليهم في الدنيا و الآخرة.