بأذن اللّه، قال صدفت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) يقدر على هذه المنازل.
قال: فقال ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في امره «فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين» حين فقده.
فغضب عليه فقال: «لأعذّبنّه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين».
و انما غضب لأنه كان يدله على الماء، فهذا- و هو طائر- قد أعطى ما لم يعط سليمان و قد كانت الريح و النمل و الانس و الجن و الشياطين و المردة له طائعين، و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء، و كان الطير يعرفه و ان اللّه يقول في كتابه:
«و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى» و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذى فيه تسير به الجبال و تقطع به البلدان و يحيى به الموتى .. [1]
و أيضا روى بطريق العامة عن على 7 انه قال: (نحن وارث القرآن الذى به تسير الجبال ...) [2]
و يجب أن لا يخفى عليك ان التقريب الثانى أقرب الى المقصود و أوفى بافادة المدعى عن التقريب الاول، الا أنه يمكن الاشكال من جهة عدم تمامية سند الروايات فلاحظ.
و (منها) قوله تعالى: (فَسَخَّرْنٰا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ)[3]
تقريب الاستدلال بها- ان المستفاد من الاية، كون الريح مسخرا بأمر سليمان، فانه كان له ولاية عليها و على غيرها، من الموجودات، كما تدل عليها عدة
[1]- اصول الكافى، الجزء (1) الصفحة (226) و هذه الرواية نقلت أيضا في بصائر الدرجات.