responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراساتنا من الفقه الجعفري المؤلف : السيد تقي الطباطبائي القمي    الجزء : 3  صفحة : 37

تقريب الاستدلال بها- ان كلمة من في الاية للتبعيض فتدل على أن الآتي بعرش بلقيس، أعنى به آصف بن برخيا كان عنده شي‌ء من علم الكتاب، نسبته الى المجموع نسبة قطرة من الماء في البحر الاخضر، و مع ذلك كانت له سلطة في عالم التكوين، و كان متمكنا بأن يأتى بعرش قبل أن يرتد طرف سليمان و اذا كان آصف مع قلة علمه قادرا على أن يتصرف في الكون و لو في الجملة، و كانت له ولاية تكوينية، كما هو مقتضى الاية، فتثبت ولاية النّبيّ و الائمة (صلوات اللّه عليهم) بالفحوى.

و بعبارة اخرى- اذا كان من عنده مقدار قطرة من الماء في البحر الاخضر قادرا على التصرف، في التكوينيات، فكيف ينكر ولاية من عنده مجموع البحر الاخضر، و عنده علم الكتاب كله. كما يدل على ذلك قوله تعالى: «كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ» بضوء الروايات الواردة في تفسيرها و هى- متظافرة.

(منها) ما رواه السدير قال كنت أنا و أبو بصير و يحيى البزاز و داود بن كثير في مجلس أبى عبد اللّه 7 اذ خرج إلينا و هو مغضب فلما أخذ مجلسه قال:

يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب الا اللّه عز و جل، لقد هممت بضرب جاريتى فلانة فهربت منى فما علمت في اى بيوت الدار هي قال سدير: فلما أن قام من مجلسه و صارفى منزله دخلت أنا و أبو بصير و ميسر و قلنا له: جعلنا فداك سمعناك و أنت تقول كذا و كذا في أمر جاريتك و نحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا و لا ننسبك الى علم الغيب.

قال: فقال: يا سدير: أ لم تقرأ القرآن؟ قلت بلى، قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عز و جل «قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك» قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته، قال: فهل عرفت الرجل؟ و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرنى به؟

اسم الکتاب : دراساتنا من الفقه الجعفري المؤلف : السيد تقي الطباطبائي القمي    الجزء : 3  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست