responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 536

وفي العصر الذي كانت فيه أقوام ليبيا تسيطر على المنطقة ، قام فيها مقر الحكومة الملكية ، وبالتالي ، كان لدى الكثير من تجار بلاد البربر عادة القدوم إليها [١٤] ، ولكن منذ عصر سوني علي ، الذى كان رجلا عظيما ، ترك التجار ولاته شيئا فشيئا وذهبوا إلى تومبوكتو وإلى غاءو ، حتى لقد أصبح أمير ولّاته فقيرا وبدون سلطة.

ويتكلم أهل هذه البلد لغة تدعى سونغاى [١٥]. وهم أناس حالكو السواد وأدنياء ، ولكنهم لطاف جدا وخاصة مع الأغراب. ويدفع الأمير الذي يحكمهم إتاوة لملك تومبوكتو لأن هذا جاء مرة إلى هذه البلدة مع جيشه ، وحينئذ هرب أمير ولاته ، وعاد للصحراء حيث يوجد أهله. ورأى ملك تومبكتو أنه لن يستطيع السيطرة على البلاد كما يرغب لأن هذا الأمير ، المدعوم بأقربائه ، يستطيع أن يسبب له متاعب ، فاتفق معه على دفع ضريبة محددة. فعاد الأمير إلى ولاته ورجع الملك إلى تومبكتو [١٦]. ونمط حياة أهل ولاته وعاداتهم هي نفسها التي نجدها لدى جيرانهم سكان الصحراء [١٧] ، ولا ينبت سوى القليل من الحب في هذا البلد : أى الدخن ونوع آخر من الحب مدور وأبيض اللون كالحمص ولا يرى مثله فى أوربا [١٨]. وتعاني المنطقة من ندرة اللحم. ومن عادة الرجال والنساء أيضا أن يبقوا على وجوههم ملثمة. وكل تنظيم مدني مجهول فى المنطقة ، فلا يوجد رجال بلاط ولا قضاة [١٩]. ويعيش هؤلاء الناس في حالة قصوى من الإملاق.


[١٤] فى الحقيقة يبدو أن الصحراويين أيولاتن ، وعند العرب ولّاته ، وهم فخذ من سوفة الدين كانوا فى المبدأ فى القسم الغربى من الصحراء الكبرى والواقعة إلى الشمال من هذه المنطقة ، لم يقومو بتحقيق خدمة القوافل التجارية العابرة للصحراء وقيادتها وحمايتها فحسب ، بل ساهموا كذلك فى حكم هذه المنطقة. ومنهم استمدت قرية بيرو اسم أيو ألاتن ، ثم ولاته الذى احتفظت به حتى نيسان (أبريل) ١٣٥٢ عند مرور الرحالة الكبير ابن بطوطه ، إذ كانت تحت حكم رجل أسود ، هو نائب أو «فربا» ملك مالى ، والذى استقبل ابن بطوطه وكان محاطا بوجهاء مسوفة.

[١٥] سونعىء أو سونغائى. ويتكلم كل السكان العربية حاليا ، ولكن كان الناس يتكلمون لغة آزر التى ظلت معروفة أيضا ، وهى لهجة سونيكة التى ظلت حتى القرن العشرين.

[١٦] وهذا الحادث غير المؤكد بمصادر أخرى ربما حدث حوالى العام ١٤٦٩ م.

[١٧] أى يعيشون كالصحراويين وليس كالزنوج.

[١٨] وربما كان الذرة البيضاء ، لأن الدخن هو من نوع دخن الشمعدان.

[١٩] هذا التفصيل يوضح الفكرة التى يتصورها المؤلف عن مملكة ما. فهى بالنسبة له رقعة أرضية تتعلق بحكومة واحدة ، والتى ربما لا تكون أبدا حكومة ملك : وهكذا يوجد أمير صحراوى فى ولاته ، هو تابع بسيط لملك تومبوكتو وليس لديه موظفون حكوميون ولا عدليون.

اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 536
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست