responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 535

بالرغبة فى أداء مناسك الحج إلى مكة. وأنفق فى هذه الحجة كل خزينته وبلغت ديونه خمسين ألف دينار [١٠].

وتمتد هذه الممالك الخمس عشرة التى نعرفها على طول ضفتى نهر النيجر وروافده [١١]. وهى واقعة بين صحراوين واسعتين ، تبدأ الواحدة عند نوميديا وتنتهى عند هذه البلاد ، وتمتد الأخرى إلى الجنوب منها حتى المحيط. وتوجد هنا مناطق عديدة جدا ولكنها مجهولة بالنسبة لنا ، سواء بسبب طول ومشقة الرحلة أو بسبب تنوع اللغات والمعتقدات ، والتي تحول بينها وبين أن يكون لها علاقات مع البلاد المعروفة لدينا ، كما تمنع أقوامنا أن يكون لهم علاقات معها. ولكن هناك مع ذلك بعض العلاقات مع الزنوج الذين يعيشون على ساحل المحيط.

مملكة ولاته [١٢]

هذه مملكة صغيرة ذات وضع هزيل بالقياس إلى الممالك الزنجية الأخرى. فهى لا تحوى فى الواقع من الأمكنة المأهولة سوى ثلاث قرى وأكواخ مبعثرة بين بعض حدائق النخيل. وتقع هذه القرى على مسافة ثلاثمائة ميل تقريبا جنوب نون. وعلى مسافة خمسمائة ميل تقريبا شمال تومبوكتو ، وعلى مسافة مائة ميل من المحيط [١٣].


ـ محلي هو توريه فضلا عن اسم إسلامى وهو أبو بكر محمد. ونال لقب اسكيا. وكان مؤسس أسرة آسكيا الزنجية. ويمكن اعتبار ملوك مالى ، وحدهم ، من وجهة نظر البربر الصحراويين أنهم من نسلهم ، لأن إحدى جداتهم كانت ابنة الأمير أبي بكر عمر ، ولدى هؤلاء الصحراويين بعض بقايا من مفهوم «النظام الأمي» أي «البطن يجلب النبل» Epaulard.

ـ وعلى كل يجب أن نذكر أن التقاليد لدى زنوج سونغاي كانت دائما تعتبر أسرة دياوسوني من أصل أبيض ، وهو رأي مقبول على العموم اليوم لدى المختصين بشئون إفريقيا. وفضلا عن ذلك يظهر أيضا ، كما سنرى فيما بعد ، أن مملكة غوبر ، ومملكة كانم ـ بورنو قد أسستا على أيدي «ليبيين» مما يجعل رأي الحسن الوزان مقبولا تماما. وأبو بكر أسكيا المذكور هنا ، كان هو اسكيا الحاج محمد بن أبو بكر ، وقد حكم من عام ١٤٩٣ إلى ١٥٢٨ م ، وكان ملك بلاد سونغاى وعاصمته غاءو ، وليس تومبوكتو ـ ه. ل H.Lhote

[٩] في ١٤٩٣ م.

[١٠] عن حجة اسكيا محمد بن أبو بكر إلى مكة سنة ١٤٩٧ ـ ١٤٩٨ م انظر تاريخ الفتاش ص ١٢٤ ـ ١٣٣ وتاريخ السودان ص ١١٩ ـ ١٢١.

[١١] يعتبر المؤلف الذي ظل مخلصا للمعطيات التقليدية لدى الجغرافيين العرب ، يعتبر أن النيجر ينبع من تشاد ، وهي منابع النيل وأنه يصب في المحيط عن طريق مصب نهر السنغال.

[١٢] ولاته مدينة ثلاثة أرباعها عبارة عن خرائب ، واقعة في جنوب جمهورية موريتانيا.

[١٣] والحقيقة على مسافة ١٩٠٠ كم جنوب نون ، ٤٥٠ كم غرب تومبوكتو ، ٩٠٠ كم عن المحيط.

اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 535
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست