وشتّان ما بين الاقتراب والاغتراب ، والسكون في الركون والنبوّ عنها والاضطراب ، فذاك تسهل غالبا فيه الأغراض والمآرب ، وهذا تتعفّر فيه المقاصد وتتكدّر المشارب : [الطويل]
وما أنا عن تحصيل دنيا بعاجز
ولكن أرى تحصيلها بالدّنيّة
وإن طاوعتني رقّة الحال مرّة
أبت فعلها أخلاق نفس أبيّة
وكما قلت ، عندما صرت إلى الاغتراب وألت : [الوافر]
تركت رسوم عزّي في بلادي
وصرت بمصر منسيّ الرسوم
ورضت النفس بالتجريد زهدا
وقلت لها عن العلياء صومي
مخافة أن أرى بالحرص ممّن
يكون زمانه أحد الخصوم
وكما قال بعض الأكابر ، من أهل الزمان الغابر : [الكامل]