responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 222

وقيل : إن التابعين أربعة بأبي عبد الرحمن الحبليّ [١] الأنصاري ، واسمه عبد الله بن يزيد ، والله أعلم ، وخمّسهم بعضهم بحبّان بن أبي جبلة مولى بني عبد الدار وكان في ديوان مصر ، فبعث به عمر بن عبد العزيز إلى إفريقية في جماعة من الفقهاء ليفقّهوا أهلها ، وكان روى عن عمرو بن العاص وابن عباس وابن عمر ، وحدّث عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وغيره ، وغزا مع موسى حين افتتح الأندلس ، وانتهى معه إلى حصن من حصون العدو يقال له قرقشونة ، وقيل : بل قفل إلى إفريقية فتوفي بها بعد العشرين ومائة.

وقال بعضهم : إن بين قرقشونة هذه وبين برشلونة مسافة خمسة وعشرين يوما ، وفيها الكنيسة المعظّمة عند الفرنج المسمّاة شنت مرية ، وقد حكى ابن حيّان أن فيها سبع سوار من فضّة خالصة لم ير الراءون مثلها لا يحيط الإنسان بذراعيه على واحدة منها مع طول مفرط.

وحنش الصنعاني المذكور تابعي جليل ، كان مع علي ، رضي الله عنه ، بالكوفة ، وقدم مصر بعد قتله ، فصار عداده في المصريين ، وكان فيمن قام مع ابن الزبير على عبد الملك بن مروان فعفا عنه ، وكفى الأندلس شرفا دخوله لها.

وعلي بن رباح بصري تابعي ، يكنّى أبا عبد الله ، وهو لخمي ، ولد عام اليرموك سنة خمس عشرة ، قال ابن معين : أهل مصر يقولونه بفتح العين ، وأهل العراق يقولونه بضمّها ، وروى الليث عن ابنه موسى بن علي ، وكانت لعليّ بن رباح عند عبد العزيز بن مروان مكانة ، وهو الذي زفّ ابنته أمّ البنين لزوجها الوليد ، ثم عتب عليه عبد العزيز فأغزاه إفريقية.

وأما المنيذر الصحابي فلم ينسبه ابن حبيب ، وذكره ابن عبد البرّ في الصحابة وقال : إنه المنيذر الإفريقي ، وروى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي ، قال : حدّثنا المنيذر الإفريقي ، وكان سكن إفريقية ، وكان صحب رسول الله ، 6 ، أنه سمعه ، صلّى الله عليه وسلّم ، يقول : «من قال : رضيت بالله ربّا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد ، 6 ، نبيّا ، فأنا الزعيم له ، فلآخذنّ بيده ، فلأدخلنّه الجنة» ورواه عنه ابن عبد البرّ بسنده إليه ، وسيأتي إن شاء الله تعالى في حق المنيذر مزيد بيان.

ولما قفل موسى بن نصير إلى المشرق وأصحابه سأل مغيثا أن يسلم إليه العلج صاحب قرطبة الذي كان في إساره ، فامتنع عليه ، وقال : لا يؤدّيه للخليفة سواي ، وكان يدلّ بولائه من


[١] أبو عبد الرحمن الحبلي ، هو أبو عبد الله بن يزيد (تقريب التهذيب ٢ : ٤٤٦).

وقال الخزرجي : أبو عبد الرحمن المصري عن أبي ذر وأبي أيوب وأبي سعيد ، وعنه حميد بن هانىء وزهرة بن معبد وعقبة بن مسلم. وثّقه ابن معين. توفي بإفريقية سنة مائة.

اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست