responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأمم في العجائب والحكم المؤلف : ابن إياس    الجزء : 1  صفحة : 240

فجمعت له سائر أطفال [ق ٢٢١ ب] وبرز ليمضى فيهم من أمر الذبح فسمع صحيح النساء على أولادهن فعند ذلك عطف عليهن وأمر بدفع كل طفل إلى أمه وقال احتمال علتى أولي بى من إهلاك هذه الأطفال العظيمة ، فانصرفن النساء بأولادهن وقد سررت بذلك سرورا عظيما فلما كانت تلك الليلة ونام الملك رأى فى منامه شيخا يقول له إنك قد رحمت الأطفال ورأيت احتمال علتك أولى من ذبحهم فرحمك الله بذلك ووهبك العافية فإذا أصبحت أرسل خلف رجل يقال له شلبشتر وقد فر منك خوفا ، فإذا حضر إلى عندك أسمع منه جميع ما يأمرك به وإنتهى جميع ما ينهاك عنه فتتم لك العافية فانتبه عند ذلك مذعورا وبعث فى طلب ذلك الرجل وكان من عباد النصارى فأتى به وهو يظن أنه يريد قتله لما يعهد منه من بغضه للنصارى فعند ما رآه تلقاه وأعلمه بما رآه فى منامه فعند ذلك أمره شلبشتر وهو ذلك الرجل أن يتدين [ق ٢٢٢ أ] بدين النصرانية وجرى بينه وبين ذلك الراهب شلبشتر مباحث عظيمة ، ثم أن قسطنطين تدين بدين النصرانية وشفاه الله من الجذام الذى كان به ورحل من الأرض التى كان بها وترك ملة المجوس وبنى مدينة القسطنطينية بنيانا جليلا فعرفت به وسكنها وصارت من حينئذ تحت الملك من بعده ، ولما سكن قسطنطين فى تلك المدينة جمع أهل دين المسيح من بعد ما كانوا مشتتين فى البلاد على زمان نيرون الملك الذى قتل الحواريين وكان دين النصرانية فحزى فى زمانه فعند ذلك أظهر دين النصرانية واذل عباد الأوثان فشق ذلك علي أهل روما وخلعوا عن طاعته وقدموا عليهم ملكا غيره وجرى بينه وبينهم حروبا كثيرة وظفر بهم وقتل منهم وسبأ خلقا كثيرة فلما مضى ملكه عشرين سنة رأى قسطنطين فى منامه كان بنودا شبه الصليب قد رفعت وقائل يقول له أن [ق ٢٢٢ ب] أردت أن تظفر عن خالفك فاجعل هذه العلامات على جميع أوانيك وفرسك فلما انتبه أمر بتجز أمه هيلانة إلى بيت المقدس فى طلب آثار المسيح ، فسارت أمه إلى بيت المقدس وسألت عن قبر المسيح فدلها عليه مقارنوس فإذا عليه ثلاث خشبات علي شكل الصليب وهى التى صلب عليها المسيح وقص عليها ما عمله به اليهود ، فزعموا أنهم ألقوا الثلاث خشبات على ثلاث أموات ... [١] فقاموا الثلاثة أحياء عندما وضعت عليهم تلك الأخشاب فأتخذوا ذلك اليوم عدا وسموه عيد الصليب وكان فى السابع عشر من توت ، وذلك بعد ولادة المسيح بثلاثمائة وعشرين سنة. وجعلت هيلانة أم الملك قسطنطين لتلك الأخشاب علوفا من الذهب ، وقيل هى التى بنت كنيسة القيامة ببيت المقدسعلى مكان قبر المسيح ، ثم انصرفت إلى ابنها ومعها تلك لأخشاب الذى قيل صلب عليهم المسيح وما زار قسطنطين ملك على الروم حتى مات


[١] بياض فى الأصل.

اسم الکتاب : نزهة الأمم في العجائب والحكم المؤلف : ابن إياس    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست