(١) ـ الفاء تفريع ونتيجة لما تقدّم ، أي بعد ما ثبت أنّكم الأئمّة الراشدون المهديّون المعصومون ـ إلى آخره ـ يكون الراغب عنكم أي المعرض عنكم مارقٌ ، أي خارج عن دين الله.
يقال : رَغِبَ عن الشيء أي : أعرض عنه وزهد فيه ولم يُردْه ، بخلاف الرغبة فيه.
ويقال : مَرَقَ من الدين أي : خرج منه وتجاوزه وتعدّى عنه ، مأخوذ من مرق السهم عن القوس أي تجاوز عنه بغير مهلة ، فمن أعرض عن أهل البيت : كان خارجاً عن الدين ، وضالاً عن شريعة سيّد المرسلين ، وداخلاً في حزب الشيطان اللعين ، ومعدوداً من الكافرين.
بأي وجه من وجوه الاعراض عنهم سواء بمعاداتهم ، أو ردّ قولهم ، أو تصغير قدرهم ، أو إنكار فضائلهم ، أو جحود ولايتهم ، أو صرف وجوه الناس عنهم ، أو تقديم غيرهم عليهم ، أو الحرب معهم.
وقد تواترت بذلك الأحاديث الشريفة من الخاصّة والعامّة من ذلك :
١ ـ حديث ابن عباس قال : قلت للنبي 6 : أوصني.
قال : «عليك بمودّة علي بن أبي طالب 7 ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يقبل الله من بعد حسنة حتّى يسأله عن حبّ علي بن أبي طالب 7 ، وهو تعالى أعلم فإن جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثمّ أمر به إلى النار.
يابن عبّاس والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ النار لأشدّ غضباً على مبغض علي 7 منها على من زعم أن لله ولداً.
يابن عبّاس لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذّبهم الله بالنار.