أخبار السماوات والأرض ، ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم؟!
فقال له حمران : جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين : وخروجهم وقيامهم بدين الله عزّ ذكره وما اُصيبوا من قتل الطواغيت إيّاهم والظفر بهم حتّى قُتلوا وغلبوا؟
فقال أبو جعفر 7 : يا حمران! إنّ الله تبارك وتعالى قد كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتّمه على سبيل الاختيار ثمّ أجراه.
فبتقدّم علمٍ إليهم من رسول الله 6 قام علي والحسن والحسين : ، وبعلم صمت من صمت منّا ، ولو أنّهم يا حمران! حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عزّ وجلّ وإظهار الطواغيت عليهم سألوا الله عزّ وجلّ أن يدفع عنهم ، وألحّوا عليه في طلب إزالة تلك الطواغيت ، وذهاب ملكهم إذاً لأجابهم ودفع ذلك عنهم ، ثمّ كان إنقضاء مدّة الطواغيت ، وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم إنقطع فتبدّد.
وما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران! لذنب اقترفوه ، ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ، ولكن لمنازل وكرامة من الله ، أراد أن يبلغوها ، فلا تذهبنّ بك المذاهب فيهم» [١].
ولقد أحسنوا في هدايتهم ، وصبروا في مصيبتهم ، وسلّموا المر لربّهم إلى حين شهادتهم لتتمّ الحجّة البالغة ، وليميّز الله الخبيث من الطيّب ، وليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة.
ولذلك ترى لهجة التسليم الكامل في كلام أمير المؤمنين 7 مع تلك المصائب العظيمة التي تحمّلها في سبيل الله تعالى يقول : «شكراً لله على نعمائه ، وصبراً على بلائه ، وتسليماً ورضاً بقضائه» [٢].