والارتضاء للغيب بمعنى من رضى به الله وقَبِله لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلاّ هو. واهل البيت سلام الله عليهم إرتضاهم الله لعلم الغيب ، وحمّلهم معرفة المغيبات ، وجعلهم مخزن غيبه ، والمطّلعين على الغيب بإذنه.
وفيه إشارة إلى أنّهم : ممّن إرتضاهم في قوله تعالى : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ)[١].
إمّا بكون الرسول شاملاً لهم على التغليب ، أو أنّ علمهم بالغيب واصل إليهم بواسطة الرسول وهو جدّهم النبي الأكرم 6 كما أفاده في كتاب الأنوار [٢] ، وجاء بيانه في حديث حمران [٣].
وقد استشهد بهذه الآية الشريفة في مفصَّل حديث سلمان رضوان الله عليه عن أمير المؤمنين 7 بعد ما أراه وأخبره عن الاُمور العجيبة.
فقال سلمان : كيف هذا يا سيّدي؟
فأجاب 7 : «يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ) فقلت : بلى يا أمير المؤمنين فقال 7 : أنا ذلك المرتضى من الرسول الذي أظهره الله عزّ وجلّ على غيبه» [٤].
وفي الحديث العلوي الجامع في وصف الإمام 7 : «عالم بالمغيبات خصّاً من