responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني    الجزء : 1  صفحة : 235

السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِك ..

الشرح : الأرواح جمع روح وأصل الروح كما نقل ذلك عن أبي عبيدة بمعنى الطيب والطهارة ومن هنا سمّيت روح الإنسان روحاً وسمّي الملائكة المطهّرون أرواحاً ، وجبرئيل روح القدس ، وسمّي الملك الأعظم في الآية الكريمة : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ ) [١] روحاً ، ولقّب عيسى بروح الله ، ويُدعى الملائكة والجنّ بالعالم الروحاني ـ بالضمّ ـ كما يقال لكلّ ذي روح روحاني .

والروح ـ بفتح الراء ـ شريك في هذا المعنى ، فيقال : مكان روحاني يعني طيّب ، وزيادة النون جاءت على خلاف القياس في النسب وذلك من التغييرات فيه ، مثل ربّي ودهري وربّاني ورحوي ـ بفتح الراء ـ .

والريح : بمعنى الهواء مأخوذ منه ، لهذا يجمع على أرواح لأنّ معناه يلتئم مع الطيب والانشراح كما أنّ الروح معناه النسيم كما أنّ الروح والرياح ـ بالفتح ـ بمعنى الخمر مأخوذة من هذا ، والريحان بمعنى الورد من وجوه اشتقاقات هذا المعنى وإنّما سمّيت روح الإنسان روحاً بلحاظ الطهر والطيب الذي كان لها في بدو التكوين وأصل الوجود قبل تلوّثها بالعلايق الجسمانيّة وتدنّسها باللوازم الهيولانيّة .

ومجمل القول أنّ استعمال الروح في الإنسان له وجوه عدّة ، والظاهر أنّ المراد منه هنا هي النفس الناطقة الإنسانيّة وهي جوهر لطيف ملكوتي ، تبقى بعد فناء البدن ، وهي من أمر الله تعالى ، واختلفوا في تجرّدها ومادّيتها .

ونسب صاحب المقاصد القول بالتجرّد إلى محقّقي الإسلام ، والفاضل المقداد

_________________

[١] النبأ : ٣٨ .

اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست