responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني    الجزء : 1  صفحة : 124

...................................................

_________________

القدم .. وصاحب باقية من ذيول عبادة الأصنام وثمرة من ثمار ذاك الغراس المُرّ .

وكان همّ الإسلام الأكبر القضاء على هذا الأساس وما يحمل ، وكلّ تقليد أو قاعدة أو آداب انتمت إليه واستمدّت منها فقد أعلنها حرباً لا هوادة فيها ، مِنْ ثَمّ بذل الجهد العظيم في المحافظة على حرّيّة الفطرة البشريّة التي هي إحدى الهبات الربّانيّة وهي إنسانيّة الإنسان ، والعمل على إبقائها حيّة فاعلة .

مِن ثَمّ قضى على أتباعه أن يتحابّوا عند اللقاء ويسلم أحد المتقابلين على الآخر ويضعه في الصيانة والأمن على دمه وماله وملكاته الفاضلة ، ووضع لذلك صيغة خاصّة وهي : السلام عليكم أو عليك يعني لك الأمن والأمان والسلامة منّي ، أو بتفسير آخر ليكن اسم الله عليك ضارباً سجفه كالمظلّة على رأسك ، ومعنى ذلك ليكن الله سبحانه حافظاً وراعياً لك بالأمن والأمان والحفظ . وهذا سلام جعله الله عنواناً للتحيّة وعلى كلّ أحد سواءاً كان عالياً أو دانياً ، رفيعاً أو وضيعاً ، قويّاً أو ضعيفاً ، سيّداً أو مسوداً ، أن يستقبل بها ملاقيه .

البحث الثاني

في السلام على الحسين 7 بدء بخطابه بكنيته أبا عبد الله ثمّ خاطبه يا بن رسول الله وأمير المؤمنين 8 و ... لأنّ العبارة هنا ذكرت الكنية التي وهبها الله له لتدلّ على مقام عبوديّته ، وهذا العنوان من امتيازاته وصفاته الذاتيّة والعنوان الذاتي مقدّم على الانتسابي .

البحث الثالث

س : لماذا كرّر السلام في هذه الزيارة وزيارات بقيّة المعصومين مع أنّ عرف الناس قاضٍ باعتبار تكراره لوناً من الهزء والسخريّة والاستهانة ، فإذا قال القائل : السلام عليكم مثلاً ثمّ أردفها اُخرى واُخرى ليم على ذلك لتبادر العبث والاحتقار إلى ذهن السامع ، ألا يكفي أن يقول الزائر : السلام عليك يا أبا عبد الله وابن رسول الله وابن أمير المؤمنين كما جاء في القرآن الكريم : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) [ مريم : ١٥ ] أو ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) [ مريم : ٣٣ ] .

ج : نعم ، إذا كان السلام موجّهاً إلى شخص ذي عنوان واحد وجهة واحدة فإنّ تكرار السلام يحمل معنىً مضادّاً للتوقير ، ولكن إذا تعدّدت الجهات وكانت كلّ جهة من جهات هذا الشخص ذات عظمة ووقع خاصّ في المجتمع تستحقّ وحدها السلام ، كان السلام مضافاً إلى أنّه ليس إهانة ولا احتقاراً بل مدعاة للفخر والمباهات كما نقرأ في زيارة أمير المؤمنين 7 : « السلام على المولود في الكعبة ، المزوّج في السماء ، السلام على أسد الله في الوغى ، السلام على من شرّفت به مكّة ومنى ، السلام على صاحب

اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست