responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 22

هو عبارة عن رقّة القلب ؛ لأنَّ استعمالها خاصّ بالممكن ، يقال : فلان رحيم ، أي رقيق قلبه ، يعني : إذا رأىٰ فقيراً مثلاً ـ وهو ذو النعمة والسعة ـ يترحم عليه بالإعطاء.

ومن ألقاب ذلك الوجود المطلق الذي عبّرنا به عن الرحمة : النفس الرحماني ، والإبداع ، والإرادة الفعلية ، والحقيقة المحمدية.

بيان مراتب الوجود

وتحقيق ذلك : أنّ للوجود مراتب مختلفة بالشدّة والضعف : الوجود الحقّ ، والوجود المطلق ، والوجود المقيّد.

فالأول : هو الوجود المجرّد عن جميع الأوصاف والألقاب والنعوت.

والثاني : هو صنع الله وفيضه القدس ، ومشيئته الفعلية ، ورحمته الواسعة ، وإبداعه وإرادته الفعلية ، والنفس الرحمانية ، وعرش الرحمن ، الماء الذي به حياة كلّ شيء ، وكلمة ( كن ) التي أشار إليها أمير المؤمنين 7 بقوله : ( إنّما يقول لما أراد كونه : كن فيكون ، لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع ) [١]. وفعل الله ، وبرزح البرازخ ، وغير ذلك من الأوصاف والألقاب.

والثالث : أي الوجود المقيّد : وهو أثره تعالىٰ ، كوجود العقول والنفوس ، والملك والفلك والإنسان والحيوان ، وغير ذلك.

أقسام الرحمة

فإذا عرفت هذا ، فاعلم أنَّ الرحمة رحمانية ورحيمية ، وهي مختصة بأهل التوحيد ، وهم العالمون بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر. وبالجملة ، الذين هداهم الله إلىٰ صراط مستقيم ، وعرّفهم توحيده وأنبياءه وأولياءه وما جاء به النبيون.

والرحمة الرحمانية لا تختص بشيء دون شيء ، بل هي وسعت كلّ شيء ،

_____________________________

[١] « بحار الأنوار » ج ٤ ، ص ٢٥٥.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست