responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 21

ولهذا قال معلم هذا الدعاء 7 : ( معرفتي بالنورانية معرفة الله عزّ وجلّ ) [١].

وقال 6 : ( من رآني فقد رأىٰ الحقّ ) [٢].

ففي الحقيقة هو تعالىٰ كان سائلاً ومسؤولاً وذاكراً ومذكوراً ، كما قال الشاعر :

لقد كانت دهراً قبل أن يكشف الغطاء

أخالُك أنّي ذاكر لك شاكرُ

فلمّا أضاء الليل أصبحتُ عارفاً

بأنّك مذكور وذكرٌ وذاكرُ [٣]

فإذا كشف عنك غطاؤك ، وحدّد بصرك تُصدّق بقوله تعالىٰ : ( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ) [٤] تصديقاً شهودياً.

( أسْألُكَ )

السؤال يستعمل في الداني بالنسبة إلىٰ العالي ، بخلاف الالتماس فإنّه يستعمل في المساوي ، وأمّا في العرف فاشتهر بعكس ذلك.

( بِرَحْمَتِكَ التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ )

المراد بالرحمة هنا : الوجود المطلق الذي هو قسم من مطلق الوجود والمشيئة الفعلية كما ورد : ( إنّ الله خلق الأشياء [ بالمشيئة ] ، والمشيئة بنفسها ) [٥]. والوجود المنبسط والفيض المنبسط الذي فاض علىٰ كلّ الماهيات والأعيان الثابتات المرحومة بها ، والفيض المقدس ؛ لأنه بذاته عارٍ عن أحكام الماهيات ، كما أنّ ظهور ذاته تعالىٰ بالأسماء والصفات في المرتبة الواحدية يسمّىٰ بالفيض الأقدس ، لا ما

_____________________________

[١] « بحار الأنوار » ج ٢٦ ، ص ١ ، ح ١.

[٢] « صحيح البخاري » ج ٦ ، كتاب التعبير ، ص ٢٥٦٨ ، ح ٦٥٩٥.

[٣] نُسب هذان البيتان للقيصري ، كما في « المجلي » ص ٢٩٤ ، الهامش.

[٤] « النجم » الآية : ٢٣.

[٥] « الكافي » ج ١ ، ص ١١٠ ، ح ٤ وفيه : ( خلق الله المشيئة بنفسها ، ثمّ خلف الأشياء بالمشيئة ).

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست