تعالىٰ بأبصارهم الحسّية الحيوانية ، كما قال المولوي :
گر بديدي حسّ حيوان شاه را
پس بديدی گاو و خر الله را
فهذه الأقسام الثلاثة [ ... ] [١] وحكم بها ظاهر الشريعة ، وتسمىٰ بالكفر الجلي.
وأمّا الكفر الخفي فأقسامه كثيرة ، وفيه ورد أحاديث :
منها : قوله 6 : ( إنّ دبيب الشرك في اُمّتي أخفىٰ من دبيب النملة السوداء علىٰ الصخرة الصماء ـ أو الملساء ـ في الليلة الظلماء ) [٢].
ومنها : قوله 7 : ( من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس ) [٣].
أي لا يزال دهره منغمساً في الضلال والعمىٰ عن الحقّ ، وعُدّ الاستبداد بالرأي والجهل والفسوق من أقسام الكفر الخفي.
وبالجملة ، كلّ ما ستر الحق ولو لحظة عن فؤاد العباد فهو كفر عند أهل السلوك.
والجِنّة : جمع « جِنّ » ، من : جَنَّهُ إذا سَتَرَهُ ، ومنه الجنين في الرحم ، إذ الجنة والأجنة مستورة عن الحواس. ثم إنَّ من الجن كافر ومنهم مؤمن ، وسيأتي تفصيله إن شاء الله تعالىٰ.
معناه : أنّه يكفي من تعرّض للثناء التعرّض فقط ، وإلّا لا يمكن لأحد أن يثني لله تعالىٰ حقّ ثناؤه ، بل ثناؤه أجلّ من إحصاء البشر ، كما قال سيد الكائنات : ( لا اُحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت علىٰ نفسك ) [٤].