responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 176

تعالىٰ بأبصارهم الحسّية الحيوانية ، كما قال المولوي :

گر بديدي حسّ حيوان شاه را

پس بديدی گاو و خر الله را

فهذه الأقسام الثلاثة [ ... ] [١] وحكم بها ظاهر الشريعة ، وتسمىٰ بالكفر الجلي.

وأمّا الكفر الخفي فأقسامه كثيرة ، وفيه ورد أحاديث :

منها : قوله 6 : ( إنّ دبيب الشرك في اُمّتي أخفىٰ من دبيب النملة السوداء علىٰ الصخرة الصماء ـ أو الملساء ـ في الليلة الظلماء ) [٢].

ومنها : قوله 7 : ( من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس ) [٣].

أي لا يزال دهره منغمساً في الضلال والعمىٰ عن الحقّ ، وعُدّ الاستبداد بالرأي والجهل والفسوق من أقسام الكفر الخفي.

وبالجملة ، كلّ ما ستر الحق ولو لحظة عن فؤاد العباد فهو كفر عند أهل السلوك.

والجِنّة : جمع « جِنّ » ، من : جَنَّهُ إذا سَتَرَهُ ، ومنه الجنين في الرحم ، إذ الجنة والأجنة مستورة عن الحواس. ثم إنَّ من الجن كافر ومنهم مؤمن ، وسيأتي تفصيله إن شاء الله تعالىٰ.

( وأنْ تُخَلِّدَ فِيها المُعانِدِينَ ، وَأنْتَ جَلَّ ثناؤُكَ )

أي عظم من أن يصفه الواصفون ، كما قال الشاعر :

إذا أثنىٰ عليك المرء يوماً

كفاه من تعرّضه الثناء

معناه : أنّه يكفي من تعرّض للثناء التعرّض فقط ، وإلّا لا يمكن لأحد أن يثني لله تعالىٰ حقّ ثناؤه ، بل ثناؤه أجلّ من إحصاء البشر ، كما قال سيد الكائنات : ( لا اُحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت علىٰ نفسك ) [٤].

_____________________________

[١] كلمة غير مقروءة في المخلوط.

[٢] « بحار الأنوار » ج ٦٩ ، ص ٩٣ ، باختلاف يسير.

[٣] « بحار الأنوار » ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٤.

[٤] « مصباح الشريعة » ص ٥٦.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست