responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 160

قال تعالىٰ حكاية عن يعقوب النبي 7 : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ ) [١].

والشكوىٰ المذمومة هي التي جاءت بها الرواية ، عن أبي عبدالله 7 قال : ( إنّما الشكوىٰ أن تقول : لقد ابتليت بما لم يبتلِ به أحد ، أو تقول : لقد أصابني ما لم يصب أحداً ، وليس الشكوىٰ أن تقول : سهرت البارحة وحُممت اليوم ) [٢].

( و ) عاطفة ، وكلمة ( ما ) في قوله : ( لما ) للاستفهام ، وقيامه سقوط الألف إذا دخلت عليه الحاء ، ومثل « لِمَ » و « بِمَ » و « إلىٰ مَ » وغيرها ، ولكن لمّا كان بعدها حرف من جنسها ، وهي الميم في ( منها ) ، ولم يكن محل الإدغام ، فلم يسقط ألفها. والضمير راجع إلىٰ ( الاُمور ).

الضجّة : الفزع.

سبب البكاء :

وسبب البكاء ـ كما قيل ـ هو إدراك ما لا يلائم الطبيعة ، فإنه إذا أدرك أحدٌ الأمر الغير الملائم له تحرّك روحه البخاري من الظاهر إلىٰ الباطن ، هرباً منه ، فتتمدّد الأعصاب نحو الباطن ، ويضيّق أفضية الدماغ والعصبتين والصدر ، وينعصر منافذها ، ويحدث شكل البكاء ، ويخرج حينئذٍ بالضرورة ما في الدماغ من الرطوبات الرقيقة بالدمع والمخاط ، كما يخرج الماء من الإسفنجة المغموسة فيه عند غمز اليد عليها.

وحصول تلك الرطوبات واجتماعها في الدماغ بسبب أنّ الألم الموجب للبكاء يسخّن القلب عند توجّه الدم والروح إليه ، وحينئذٍ ترتفع منه ومن نواحيه أبخرة حارة إلىٰ الدماغ ، تذيب الرطوبات التي فيه وترقّقها وتسيّلها ، ثمّ تبرد هي بنفسها ، وتغلظ حين وقوفها فيه ، فتصير رطوبات ، فيدفعها الدماغ بالعصر إلىٰ جهة العين ، لاتصال [ ... ] [٣] بها ، وكلّما كان الموجب أقوىٰ كان الدمع أحرّ.

_____________________________

[١] « يوسف » الآية : ٨٦.

[٢] « بحار الأنوار » ج ٧٨ ، ص ٢٠٢ ، ح ١.

[٣] كلمة غير مقروءة في المخلوط.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست