responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 112

تعريف النفس وبيان مراتبها الخمسة

اعلم أنّ النفس كما عرفها الحكماء [١] : جوهر مجرد في ذاتها لا في فعلها ، وأقوىٰ دليل علىٰ تجرّدها تجرّد عارضها ، كما قالوا : النفس مجرّدة لتجرّد عوارضها ، وهي جسمانية الحدوث وروحانية البقاء ؛ إذ البدن وآلاته وقواه الماديّة الحالّة فيه مرتبة من مراتب النفس ، وهو جسم وجسماني.

وأقصىٰ مراتب النفس التي بها كينونتها السابقة وباطن ذاتها هو العقل الفعّال ، ثمَّ لها باعتبار صفاتها وشؤونها خمس مراتب ، كما أخبر عنها القرآن الكريم :

النفس الأمّارة

الاُولىٰ : الأمّارة ، وهي التي تمشي علىٰ وجهها تابعة لهواها ، كما قال الله تعالىٰ : ( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ) [٢].

النفس اللّوامة

الثانية : اللّوامة ، وهي شأنها تلويم نفسها إن اجتهدت في الإحسان ، أو قصرت عنه واجتهدت في الإساءة ، وقد أخبر عنها القرآن بقوله تعالىٰ : ( وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) [٣].

النفس المسوّلة

الثالثة : المسوّلة ، وهي لا تزال تزيّن الأشياء من الأسباب الدنيوية ، من الدراهم والدنانير والضياع والعقار والنساء والبنات والبنين وغيرها عند نفسها ، أو تزيّن الأسباب الأُخروية من القصور والحور والجنّات والأنهار الأربعة وغيرها ، ثم يجتهد في تحصيلها من أيّ طريق اتّفق وعلىٰ أيّ وجه وقع ، كما قال الله تعالىٰ : ( بَلْ

_____________________________

[١] « الإشارات والتنبيهات » ج ٣ ، ص ٢٦٣ ؛ « شرح المواقف » ج ٧ ، ص ٢٥٤.

[٢] « يوسف » الآية : ٥٣.

[٣] « القيامة » الآية : ٢.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست