اسم الکتاب : أنوار الولاية الساطعة في شرح الزيارة الجامعة المؤلف : السيّد محمّد الوحيدي الجزء : 1 صفحة : 183
(وَضَلَّ مَنْ فَارَقَكُمْ)
وترك متابعتكم والتمسك بحبل ولايتكم ، في هذه ال فقرة المباركة من الزّيارة اشارة الى حديث النّبوي الشّريف قال 6 : «إني تارك فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما تمسكتم بهما وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض»[١].
(وَفَازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ)
يفوز بخير الدّنيا والآخرة من تمسك بكم وتربى في مدرستكم [٢].
(وَأمِنَ مَنْ لَجأ إلَيكُمْ)
أي من التجأ إليكم وجد نفسه في أمن وأمان ، سواءً كان ذلك في الدّنيا أو في الاخرة ، أمّا في الدنيا من التجيء في حياته الى قبورهم الشّريفة تخلّص من كثير من
علّة جحد الجاحد لامامتهم وولايتهم : واليك هذا المثال : ما رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ١ ، ص ٣٥٩ ، عن أبي جعفر الإسكافي ورواية الأعمش : أنّه لمّا قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة ، جاء مسجد الكوفة. فلمّا رأى كثرة من إستقبله من الناس جثا على ركبتيه ، ثمّ ضرب صلعته مراراً ، وقال : يا أهل العراق ، أتزعمون أنّي أكذب على الله وعلى رسوله ، وأحرق نفسي بالنّار؟ والله لقد سمعت رسول الله 6 يقول : إنّ لكلّ نبيّ حرماً ، وإنّ حرمي بالمدينة ما بين عير الى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً ، فعليه لعنه الله والملائكة والناس وأجمعين ، وأشهد بالله أنّ عليّاً أحدث فيها ، فلمّا بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولّا إمارة المدينة.
علق صاحب المقتطفات العلّامة ابن رويش على هذا الكلام في ج ١ ، ص ٣٧٣ ، قائلاً : فيالها من رواية! لقد أعطت المعتبر اللبيب درساً لمعرفة المبدأ الذي كان عليه أبو هريرة ، ... الى أن قال : ولعلّ من له أدنى إلمام بالتاريخ لا يخفى عليه شخصيّته ونفسانيّته أن الوقيعة في العترة النّبوة الطّاهرة أحبّ مأدبه اليه ، وأشهى طعام له ، كما أخبرنا عن ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١ ، ص ٣٧٠ ، وغيره من علماء التاريخ.
[١] مسند أحمد بن حنبل : ج ٣ ، ص ١٧ و ٢٦ ، المناقب : للخوارزمي الحنفي : ص ٢٢٣ : ذخائر العقبى : ص ١٦ ، محمّد وعلي وحديث الثقلين للعسكري : ص ١ ـ ١٢٧ ، ينابيع المودة : ص ٤١ ، الغدير للأميني رحمه الله : ج ١ ، ص ٢٤ ، كنز العمال : ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٩٥٨.
[٢] قال رسول الله 6 : «أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة ، وأغصانها في الدّنيا ، فمن تمسّك بنا اتّخذ الى ربّه سبيلاً» ذخائر العقبى : ص ١٦.
اسم الکتاب : أنوار الولاية الساطعة في شرح الزيارة الجامعة المؤلف : السيّد محمّد الوحيدي الجزء : 1 صفحة : 183