اسم الکتاب : أضواء على أدعية النبي الأعظم في أيام شهر رمضان المبارك المؤلف : عامر الحلو الجزء : 1 صفحة : 86
ثم ينتقل 6 إلى الفقرة التالية من الدعاء : فيقول :
« واسكني في بحبوحات جناتك »
وهذا نظير ما تقدم من قوله 6 : « وأجعل الجنة لي منزلا ومقيلا » .
ولغة يقال : [ بُحبُوبة الدار وسُطها ] ١ ، والوسط يكون عادة أوسع وأرحب من غيره من أجزاء الدار ، والمقصود بالدعاء أسكني يا ربي في وسط جناتك لأنها أرحب وأوسع ، ولا يحصل الإنسان على ذلك إلا بالجهد والمكابدة ، وأن يحبس نفسه على طاعة الله ، ويصبر عن معاصيه .
« يا مجيب دعوة المضطرين »
ومن غير الله تعالى يجيب دعوة المضطر ، وهو القائل : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )٢ ، والإجابة والاستجابة بمعنى واحد ، ومنه استجاب الله دعائه مأخوذة من إجابة عن سؤاله ، والمضطر يسأل الله وينتظر الإجابة ، والله هو المجيب له ، والدعوة هنا تعني الدعاء وجمعه أدعية ، قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )٣ .
و [ المضطر ، هو : المحتاج إلى الشيء الملتجأ لغيره لخلاصه منه ، ويقال رجل ذو ضرورة ، أي : ذو حاجة ، وجمع المضطر مضطرون ] ٤ .