اسم الکتاب : أضواء على أدعية النبي الأعظم في أيام شهر رمضان المبارك المؤلف : عامر الحلو الجزء : 1 صفحة : 85
« وأنزل عليّ فيه بركاتك »
ولولا بركات الله لما أستطاع المرء أن يعيش ويبقى ، ولن يستغني العبد عن بركات رب العالمين ، ولكن المقصود هنا بالبركات ، هي : البركات المعنوية كالإيمان ، والصلاح ، والهداية التي لولاها لما استمر الإنسان في طاعة ربه وعبادته ، ومنها : الصيام تلك العبادة التي يكابد الإنسان خلالها ببعض النصب والمشقة ، ولذلك قال تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )١ .
وفي ذلك تخفيف للنصب والمشقة التي يُعانيها الصائم أثناء صومه خصوصا في الحر الشديد ، والساعات الطوال ، والعمل الشاق الذي يقوم به الإنسان الصائم في حياته لدنياه .
وقد قيل للأحنف بن قيس ، أتصوم هذا اليوم مع شدة الحر ؟!
قال : [ صمت ليوم أشد منه حرا ]
ثم قال 6 :
« ووفقني فيه لموجبات مرضاتك »
أي وفقني لما يوجب رضاك عني ، وما أكثر ما يوجب مرضاة الله تعالى سواء ما يقدمه الإنسان من عمل عبادي لنفسه ، أو ما يقدمه من أعمال للناس ويتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ومنها إفطار الصائم ، وإكرام الضيف ، والمسح على رأس اليتيم ولتحنن عليه ، والمشي والعسي في قضاء حوائج الناس وكل ذلك يوجب مرضاة الله تعالى ، ويجعل الإنسان قريبا من رحمته ورضوانه .