ومما حكاه العباس بن عطاء في المحبة : قال : كان يحضر حلقتي شاب حسن الشباب ، حسن الثياب ، يخبىء يده في كمه ، فوقع في نفسي أن بيده أمر وأنها مقطوعة ، فخطر لي أن أسأله ، فاستحييت منه ، ثم غلبتني نفسي ، فانفردت معه ، فسألته ، فقلت : ما لي أراك تخبىء يدك ، فإن كان بك داء دعوت الله فأخرجها فرأيتها شلاء.
فقلت : يا فتى ما أصابك؟
فقال : أنا فلان بن فلان ، خلف لي والدي ثلاثين ألف دينار ، فرأيت جارية فجئتها ، فاشتريتها بستة آلاف دينار ، فلما ملكتها ، قالت : لماذا اشتريتني وما في الأرض أبغض إليّ منك؟ وكل نظرة أنظرها إليك أعدها عذابا.
فبذلت لها كل ما أملكه ، فلا تزداد إلا بغضا فاعتزلت في بيت من داري ، منعت الشراب والطعام وضعفت إلى أن أشرفت على الموت وأنا أتردد إليها كل يوم مرات ،