قال المأمون : أمور موكلة بأمور : عدوات الأيام لذوي الأدوات الكاملة واستيلاء الحرمان على الأستار في صنعه. ومعاداة الجهال لأهل الفضل والمعرفة ، فما يعرف فضلك من جهل قدرك ولا يعرف مقامك فالجاهل يعيبه لجهله والعالم يخفيه حسدا لفضله. فكيف الراحة في الدنيا لمن هو مقيم بين حاسد وجاهل؟ ذكره بطيب المقام بين أفاضل الفاضل بينهم فاضل. فهذا زمان حلّ فيه العزلة ، وكان الناس من غير مهلة ، وهيهات والله أن تسلم مما تخاف ولو كنت من وراء قاف.