responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 265

وقال المأمون :

لا شيء ألذّ من السفر مع السعة في الرزق لأنك تحل في كل يوم محلة لم تحلها قبل ، وتعاشر أناسا لم تعاشرهم من قبل ، وترى عجائب البلدان ، ومحاسن السكان ، وبديع الأقطار ، ومحاسن الآثار ، مما تزداد به فهما ، وتكسب منه علما. وليس بينك وبين بلدك نسبا ، فخيرهم ما أكسبك مالا ، وازداد إليك نوالا ، وأطيبهم ما كنت به ميسورا ، وتعود منه إلى أهلك مسرورا.

والرجل المقيم ببلده كالماء الراكد في محله ، إن تركه استجاد لونه وتغير ، وإن حركة تغير أو تكدر. ومثل المسافر كالسحاب الماطر قوم يرونه رحمة ، وقوم يعدوه نعمة ، فإذا طال مكثه ملوه وسألوا رحيله عنهم فبسطوا أكف الدعاء وقالوا : اللهم حوالينا ولا علينا.

ما قيل في حسن التوكل :

ومما وقع لبعض الناس من حسن التوكل على الله قال : ضاق حالي حتى لم يكن دينارا ولا درهما سوى دارا أسكنها وعبدا يخدمني ولا يمكن بيعهم فشكيت ما بي لصديق لي.

فقال : لم لا تقصد شجرة الكرم فتجني من ثمرها؟

فقلت : ومن هو؟

قال : جعفر الوزير.

فلما كان وقت الظهر كتبت قصيدة وعزمت على الوقوف له بها. فلما دخلت دهليز داره عزت نفسي لعدم عادتي السؤال أحد غير الله. فلما هممت بالعود خطر [١] ببالي شيء اكتبه ، فأخرجت الدواة وكتبت / على بياض الحائط ما ألهمني الله أن أكتبه ، [وهو][٢] هذه الأبيات :

حلفت لا أبتغي رزقا بجهد عنا

يوما ولو حال بي في ذلك الحال

لم يخلق الله من خلق يضيعه

حقا والغيب للراجين مآل

ثم رجعت ، وإذا قد أقيمت صلاة الظهر بمدرسة الوزير ، فدخلت المدرسة وخرج الوزير للصلاة ، فقرأ [٣] الخط.


[١] في المخطوط : خضر ، وهو تحريف.

[٢] ما بين المعقوفين زيادة يتطلبها السياق.

[٣] في المخطوط : قرأ ، وهو تحريف.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست