responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 264

وقال بعضهم : ينبغي للعاقل أن يكون في الدنيا إحدى حالتين : إما في غاية من طلب الدنيا أو في الغاية من تركها. إما مع الملوك مكرما أو مع العباد معظما ، وما غير ذلك من هاتين [١] الحالتين دون ذلك فمن ابتغاه فألحقه بعالم البهائم الحيوانية ، وأخرجه عن حال الإنسانية ، وعده من البهائم المرسلة ، وأعدد له بردعة [٢] وسلسلة.

وقال أهل الفضل : خلق الله سبحانه وتعالى لكل إنسان قوة ثلاثة : ناطقية ، وغضبية ، وشهوانية.

فالناطقية هي التي شابه بها الملائكة ، فشابههم في النطق والذكر والتسبيح والعبادة.

والغضبية : إذا افرطت أخرجت صاحبها من حد الإنسانية وألحقته بعالم السباع الضواري والوحوش الكواسر ، فتراه يغضب كالأسد ، أو يثب كالنمر ، أو يغير كالذئب ، أو يحقد كالخنزير ، أو يرتعد كالقرد ، وقس على مثل هذا ما يشابهه من الوحوش حال تحرك غضبه.

والشهوانية : إذا أفرطت ألحقت صاحبها بعالم البهائم وأخرجته من عالم الإنسانية ، فإن البهائم ليس لها من الدنيا غرض غير الأكل والنكاح ، فاجهد أن تروض نفسك حتى تلحقها بالقوة الناطقية ، لتكون متشبها بالملائكة.

وصية حسنة

يا ولدي ، أراك قد عزمت على السفر ، فاسمع مقالي وانتصح بوصيتي تملك وثائق التدبير ، وتكون في غربتك ميسورا وتنقلب إلى أهلك مسرورا.

عليك بحسن الشمائل : فإنها تدل على الحرية.

ونقاء الأطراف : فإنها تدل على الملوكية.

ونظافة البدن : فإنها / تشهد بحسن المنشأ في النعمة.

وطيب الرائحة : فإنها من إظهار المروءة.

والأدب الحسن : فإنه يكسب المحبة والمودة.

وليكن عقلك سرا لدينك ، وقولك دون فعلك ولباسك دون قدرك.

والزم الحياء وغض بصرك عن عيوب الناس ، وخالقهم بخلق حسن ، واضبط للمقال ، واعتبر الجواب. فهذه وصيتي إليك وخليفتي عليك.


[١] في المخطوط : هذه ، وهو تحريف.

[٢] في المخطوط : بروعه ، وهو تحريف.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 264
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست