responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 197

فيها شكوى على الملك نزل عن سريره ووضع التاج عن رأسه ، وساوى خصمه وهما بين يدي المؤيدان ، فإن كان حقا خرج عنها لصاحبها ، وإن كانت باطلا مثّل به ، ونادوا سنة عليه : هذا جزاء من يعيب الملك ظلما.

وإذا فرغ من دعاوى الناس عاد إلى سريره ولبس تاجه. ثم يقبل على جنده وخواصه ويقول : إنما أفعل ذلك وأنصف المظلومين من نفسي لئلا يطمع أحد منكم في ظلم الرعية.

فكانت في ذلك الزمان أحوال الملوك جارية على العدل والإشفاق ، وأحوال / الرعية على العدل والإنصاف.

ومن محاسن العدل :

ما كان يصنع الملك شاه ملك العجم مع أنهم مجوس ، كان ملكا عادلا بلغ من عدله أنه وقف إليه رجلان يتظلمان ، فنزل عن سريره وقال لهما : خذا بيدي واحملاني إلى الوزير.

فامتنعا [١] ، فألزمهما بذلك. فأخذ كل واحد منهما بيد ، ومشى معها ، فبلغ ذلك وزيره نظام الملك ، فخرج للقائه حافيا. فلما رآه انكب على أقدامه يقبلها ، وقال : ما هذا أيها الملك؟

فقال : أنت أحوجتني لمثل هذا ، إنما اتخذتك وزيرا لتدفع [٢] عني مظالم العباد وتأخذ للمظلوم من الظالم ، فإذا أنت لم تفعل هكذا أخذوني أرباب المظالم يوم القيامة للقصاص. فلهذا كانت دولة الفرس [والله][٣] أعلم أعظم الدول ، وملوكهم أعظم الملوك.

وأما كسرى أنو شروان :

فعدله مشهور للناس فمن فحصه [٤] عن العدل وعمارة ملكه به أنه أراد [أن][٥] يختبر مملكته هل العدل عمرها أو الجور أخربها؟. فأظهر التوعك وأسر لحكيمه أنه إذا حضر للسلام مع الأمراء والوزراء والمرازبة ، فيصف للملك دواء يحتاج فيه إلى طوبة من


[١] في المخطوط : فامتعا ، وهو تحريف.

[٢] قبلها كلمة : الاه ، زائدة على السياق فحذفتها.

[٣] ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.

[٤] في المخطوط : فحصاه.

[٥] ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست