responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 191

خبر دلولة العجوز التي ملكت الأمصار بعد فرعون وما فعلته لما ملكت

قال المسعودي في تاريخه : لما أغرق الله تعالى فرعون ومن معه من الجند خشي الناس على أنفسهم وبلدهم وأموالهم من طارق يطرقهم طمعا فيهم إذ ليس لهم مانع يمنع عنهم. فأجمعوا أمرهم على أن يملكوا عليهم دلولة كونها كانت ذات عقل وحزم ورأي وسحر وكهانة.

فبنت في مبدأ ولايتها مقياسا لزيادة النيل وحائطا عظيما على شاطىء النيل وهو معروف بها إلى يومنا هذا يعرف بحائط العجوز.

وبنت البرابي وأحكمت فيها صفة البلاد وصور أهلها وخيلهم وإبلهم ودوابهم علما محكما منعت بذلك الوارد من البحر والبر ممن له قصد حربهم والتعرض للأمصار.

وجمعت في البرابي علم أسرار الطبائع وخواص الأحجار ، وخصائص النباتات والحبوب والطلسمات الدافعة والأرض المانعة.

ووضعت كل علم في أوقاته من الساعات الموافقة لذلك العلم.

فكان مما فعلت : أنها إذا قصد أحد الأمصار يعلم أن ليس بها جيش ، وأن أمرها صار لامرأة عجوز ، فإذا دخلوا حدود الأمصار عمدت لتلك الصور فيغوروا جميع تلك الجيوش من وقتهم ، وإن أرادت قتلهم ، والقبض عليهم ، أمرت بتكتيف تلك الأشخاص فيصبح جيشهم كالموتى لا حركة لهم ، فيخرج لهم من قومها من هو بالقرب فيأسروا عظماءهم ويقتلوا جيوشهم ويغنموا أموالهم.

فلما شاع ذلك هاب [١] / الملوك الدنو من الأمصار لما فعلته دلولة.

وكل ما تفعل في الصور من المحنة أو في الدواب المصورة يحدث لذلك الجيش ودوابهم ما أحدثته في الصور والدواب.

والآن في زماننا هذا كثير من علم أولئك القوم وما وضعوه من الطلسمات كما في حمص من طلسم العقاب والحيّات والطحال والعلق إلى غير ذلك ، وما في حمص مما يعرفه السفار فلا فائدة من ذكره.

وملك مصر من الفراعنة اثنان وثلاثون فرعونا أعتاهم فرعون موسى.

وملك مصر من ملوك بابل خمسة ملوك ، ومن العماليق الذين كانوا بالشام وهم الجبابرة أربعة ومن ملوك الروم سبعة. ومن اليونانيين عشرة ، وذلك قبل ظهور عيسى


[١] في المخطوط : هابوا ، وهو تحريف.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست