قال أبو الوليد الأزرقى حدثنى جدى وغيره من مشيخة [١] أهل مكة وبعض الحجبة : أن الحسين بن الحسن العلوى عمد إلى خزانة الكعبة فى سنة مائتين فى الفتنة حين أخذ الطالبيون مكة فأخذ مما فيها مالا عظيما وانتقله إليه ، وقال ما تصنع الكعبة بهذا المال موضوعا لا تنتفع به ، نحن أحق به نستعين به على حربنا [٢].
عن عبيد الله بن زرارة قال : إن مال الكعبة كان يدعى الأبرق ، ولم يخالط مالا قط إلا محقه ، ولم يرزأ منه أحد قط من أصحابنا إلا بان النقص من ماله ، وأدنى ما يصيب [٣] صاحبه أن يشدد عليه الموت [٤].
عن ابن عمر رضى الله عنه أنه كان فى دار خالد بن أسيد بمكة فجاءه رجل فقال : أرسل معى بحلى إلى الكعبة ، فقال : له : ممن أنت؟ قال : من أهل العراق ، قال : ما أحمقكم يا أهل العراق ، أما فيكم مسكين؟ أما فيكم يتيم؟ أما فيكم فقير؟ إن كعبة الله لغنية عن الذهب والفضة ولو شاء الله لجعلها ذهبا وفضة [٥].
ذكر من كسا الكعبة فى الجاهلية
عن أبى هريرة عن النبى 6 أنه نهى عن سب أسعد الحميرى ، وهو تبع ، وكان هو أول من كسا الكعبة [٦].
عن محمد بن إسحاق قال : بلغنى عن غير واحد من أهل العلم أن أول من كسا الكعبة كسوة كاملة تبع ، وهو أسعد ، أرى فى النوم أنه يكسوها فكساها الأنطاع ثم أرى أن يكسوها فكساها الوصايل [ثياب] حبرة من عصب اليمن وجعل لها بابا يغلق [٧].