responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدّة الإنابة في أماكن الإجابة المؤلف : المحجوب    الجزء : 1  صفحة : 195

هذا نص في محل الخلاف ، فلا ينبغي العدول عنه.

وأما ما روي من أنه عليه الصلاة والسلام قال : (اللهم إنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إلي ، فأسكني في أحب البلاد إليك [١]) فلا يختلف أهل العلم في نكارته ووضعه ، وسئل عنه الإمام مالك ;؟ فقال : لا يحل لأحد أن ينسب الكذب الباطل إلى رسول الله 6 ، وعلى تقدير صحته فلا دلالة فيه ؛ إذ العادة والعرف أن الإنسان لا يسأل ما أخرج منه ، فإنه قال : أخرجني منها فأسكني ، فدل على إرادة غير المخرج منه ، فتكون مكة مسكوتا عنها [من الحديث]. كذا قال المحب الطبري ; تعالى [٢].

وأما حديث : (المدينة خير من مكة) فضعيف ، بل قيل بوضعه [٣].

وأما ما في الصحيحين من قوله 6 : (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة [٤]) فهو ونحوه إنما يدل على فضيلتها لا أفضليتها كما لا يخفى. كذا قال الفخر العلامة ابن ظهيرة [٥].

وأما قوله عليه الصلاة والسلام : (اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة وأشد) وفي رواية (لأشد) فذلك تسلية عنها بعد وجود المانع من سكناها. والله أعلم.


[١] أورده صاحب مرقاة المصابيح ، وقال : «فقد أجمعوا على أنه موضوع كما قاله ابن عبد البر وابن دحية ...» ٥ / ٦١٢.

[٢] القرى لقاصد أم القرى ص ٦٧ ـ ٦٨.

[٣] الحديث رواه الطبراني ، وفيه ممد بن عبد الرحمن بن دواد ، وهو مجمع على ضعفه ، كما ذكر الهيثمي في المجمع ، ٣ / ٢٩٩.

[٤] أخرجه البخاري (١٨٨٥) ، مسلم (١٣٦٩).

[٥] الجامع اللطيف ص ١٤٠ ـ ١٤٣.

اسم الکتاب : عدّة الإنابة في أماكن الإجابة المؤلف : المحجوب    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست