في منصبه يوم الجمعة ، فبلغ ذلك محمود بن نصر بن صالح وهو في حلّته فلم يرض بالوصيّة ، وأرسل إلى عطية يقول له : «إنّ معزّ الدّولة شرط على نفسه أن يردّ عليّ البلد عند موته لمّا تسلّمه منّي ، وأنا أخذته بسيفي من المصريّين عن غلبة وقهر ؛ وهو إرثي عن أبي». وعرف ذلك مشايخ العشيرة واجتمعوا على صحّة ما ذكره ، وساعدوه على منازلة حلب ، فكان في كلّ وقت يقصدها ويرعى زرعها ويأخذ ما في ضواحيها ويرحل عنها.
فجاء في رجب من سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، ونزل بحلّته على عين سيلم [٢] ، فخرج إليه أسد الدّولة عطيّة فكسره ، ونهب حلّته وانهزم محمود.