العلق [١] الثمين ، وأنّ الفاضل المنصف لا بدّ أن يعرف قدرها ، ويجعل حسن القبول مهرها
، ولا أكثرت [٢] ـ إن صحّ الظنّ ـ بجحود أولي الأحقاد والإحن [٣] ممّن قلّت في سوق العلم بضاعته ، فما ربحت فيها تجارته.
من الخفيف :
فكذا الورود فيه
للناس طيب
ثم فيه لآخرين
زكام
ولا أقابل المعاند
المكابر إلاّ بقول الشاعر :
من الطويل :
إذا رضيت عني
كرام عشيرتي
فلا زال غضبانا على لئامها.
( حقيقة الوضع )
لا شك في أنّ
دلالة الألفاظ على معانيها ليست بذاتية كدلالة الدخان على النار.
فما يحكى عن
الصيمري من أنّ دلالتها بالطبع [٤]. فهو بظاهره وعلى إطلاقه ظاهر الفساد ـ كما يمر عليك بيانه
في خلال المباحث الآتية إن شاء الله تعالى ـ بل هي بالجعل المعبّر عنه بالوضع ،
ولولاه لكانت نسبة جميع الألفاظ إلى كل واحد من المعاني متساوية أو متقاربة [٥] ، لا يترجح بعضها على بعض عند استماع لفظ من الألفاظ.
[١] علق : النفيس من
كل شيء. الصحاح ٤ : ١٥٣٠ ، القاموس المحيط ٣ : ٢٦٧ ، مجمع البحرين ٥ : ٢١٧ ( علق ).
[٢] أي لا أبالي.
الصحاح ١ : ٢٩٠ ، مجمع البحرين ٢ : ٢٦٢ ( كرث ).
[٣] جمع إحنة. بمعنى
: الحقد. الصحاح ٥ : ٢٠٦٨ ( أحن ) القاموس المحيط ٤ : ١٩٥ ( الإحنة ).
[٥] قوله : أو
متقاربة. أقول : إشارة إلى بعض الألفاظ التي لم تكن نسبتها إلى بعض المعاني
بالتساوي كلفظ الغزال ، والغضنفر بالنسبة إلى الأسد. ( مجد الدين ).