جمة ، وأصول محكمة
الدلائل تحلّ بها مصمئلات [١] المسائل ، وما هي إلاّ بيان الحال في المهمّين : الوضع
والاستعمال.
ولا بدّ لمن يزاول
العلوم الباحثة عن الألفاظ ـ على تكثّر فنونها ، وتشعّب أفنانها [٢] ـ من معرفة هذين الأصلين ، لأنّ جميع مباحثها يرجع إليهما ، ولا تدور أوضاعها
إلاّ عليهما.
فمن بحث عنهما بعد
إتقان عرفانهما ، فقد متّ [٣] إليها بأسبابها ، ودخل خمائلها [٤] من أبوابها ، والمعرض عنهما كالساري في الظلام بلا مصباح ، ولا غرو إذا ذهب
تعبه إدراج الرياح.
وقد وضعت لبيانهما
هذه الرسالة ، وسمّيتها : ( جليّة الحال ـ أو ـ سمطا اللئال في معرفة الوضع
والاستعمال ).
ورتّبتها على
فصلين ، ذكرت في أولهما المباحث المتعلّقة بهذين الأصلين ، وفي ثانيهما عدّة من
الحقائق الراهنة التي تعرف بمعرفتها.
وها أنا أجلّيها
على ذوي الأفهام ، وأعرضها ـ عرض السابري [٥] ـ على فضلاء
الأنام ، وظنّي ـ وظنّ الألمعيّ [٦] يقين ـ أن سوف ينفق في سوق العلم هذا
[١] جمع مصمئلّة :
الداهية. الصحاح ٥ : ١٧٤٦ ، القاموس المحيط ٤ : ٤ ( صمل ).
[٢] جمع فنن ، بمعنى
: الغصن. الصحاح ٦ : ١٢٧٨ ، القاموس المحيط ٤ : ٢٥٨ ( فنن )