responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية النهاية في شرح الكفاية المؤلف : الإيرواني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 52

من الوضع رفع الإجمال لا حصول الإجمال فالإجمال من نتائج عدم الوضع كما في الاشتراك المعنوي فان إجمال الخصوصيات و عدم حصول تفهيمها انما هو من جهة عدم أخذها في الموضوع له و كون للفظ موضوعا لنفس القدر المشترك فما وضع له اللفظ يفهم تفصيلا بذلك الحد الّذي تعلق به الوضع و اما ما لا يفهم و يبقى تحت الإجمال فهو لأجل انه لم يوضع له اللفظ فلا يعقل الوضع للمحدود بحدود و المقيد بقيود مع عدم انفهام ذلك منه عند العالم بالوضع‌ قوله و ذلك لعدم لزوم التطويل: (1) و لو سلم استلزامه للتطويل فلا يسلم كون التطويل غير لائق بكلامه تعالى فان الحال قد تقتضي إطالة الكلام قال اللّه تعالى حكاية عن موسى على نبينا و آله و عليه السلام هي عصاي أتوكأ عليها و أهش بها على غنمي ولى فيها مئارب أخرى مع انه ربما لا يكون للمعنى المقصود افهامه لفظ مختص به فلا بد من التعبير عنه بلفظه المشترك مع نصب القرينة على التعيين‌ قوله لاستدعائه الأوضاع الغير المتناهية: (2) يرد عليه ان الوضع بإزاء جميع المعاني غير المتناهية و ان كان يستدعى الأوضاع غير المتناهية الا ان الالتزام بلزوم الوضع لها على نحو الاشتراك الاصطلاحي بلا ملزم لإمكان الوضع لها بنحو الوضع العام و الموضوع له الخاصّ و قد أشرنا سابقا إلى ان أدلة القول بوجوب الاشتراك لا تستدعى وجوب خصوص الاشتراك الاصطلاحي أعني به ما تعدد فيه الوضع و الموضوع له بل تستدعى وجوب الأعم منه و مما اتحد فيه الوضع و تعدد الموضوع له أعني به الوضع العام و الموضوع له الخاصّ (فالأولى) في الجواب منع تناهي الألفاظ فان الحروف الهجائية و ان كانت متناهية الا ان المركب منها لا يتناهى إلى حد غاية الأمر انه ربما تطول الكلمة (هذا مع) ان لنا أضعاف الكلمات المستعملة ألفاظا مهملة و مع بقاء هذه الألفاظ معطلة عن المعنى كيف يجب الاشتراك (نعم) إذا استوعب الوضع تمام هذه الألفاظ حتى لم يبق لفظ مهمل وجب الاشتراك على ان مجرد وضع اللفظ للمعنى ليس امرا يحكم بوجوبه تعبدا بل انما ذلك لغرض حصول التفهيم و قد عرفت ان اشتراك اللفظ ينافى هذا الغرض لاحتياج التفهيم ح إلى قرينة معينة و القرائن الحالية غالبا غير متيسرة و لا سيما في المكاتبات فتدعوا الحاجة إلى قرائن لفظية متعددة بمقدار المعاني غير المتناهية التي تشترك فيها الألفاظ إذا القرائن المشتركة لا تفي بهذا الغرض لاحتياجها أيضا إلى قرائن معينة و هلم جرا فإذا كانت لنا قرائن متعددة غير متناهية حسب المعاني غير المتناهية لم تكن لنا حاجة للأوضاع الاشتراكية

اسم الکتاب : نهاية النهاية في شرح الكفاية المؤلف : الإيرواني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست