و سيأتي [1] حال ما زُعم قيامه على امتناع الإيجاديّة، لكن بعد التنبيه على الخلط الّذي وقع لبعض أعاظم العصر في المقام، فانّه قد قسّم المعاني المرادة من الألفاظ على قسمين:
إخطاريّة: و هي معاني الأسماء؛ لأنّ استعمال ألفاظها في المعاني يوجب إخطار معانيها في ذهن السامع.
و إيجاديّة: و هي معاني الحروف؛ لأنّ استعمالها في معانيها يوجب إيجاد معانيها، من دون أن يكون لها نحو تقرّرٍ مع قطع النّظر عن الاستعمال [2].
و مراده من الإيجاديّة- على ما صرّح به- هو إيجاد الربط بين أجزاء الكلام؛ حيث قال [3]: التحقيق: أن معاني الحروف كلّها إيجاديّة حتى ما أفاد منها النسبة؛ لأنّ شأن أدوات النسبة ليس إلاّ إيجاد الربط بين جزأي الكلام؛ لعدم الربط بين ألفاظ الأسماء كلفظ «زيد» و «القائم» بما لهما من المعنى، و أدوات النسبة وضعت لإيجاد الربط بينهما على وجه يصحّ السكوت [عليه]، ثمّ بعد إيجاد الربط يلاحظ مجموع الكلام من النسبة و المنتسبين، فإن كان له خارج يطابقه يكون صادقاً، و إلاّ فلا. انتهى ملخّصاً.