responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج الوصول المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 362

مثلا: إرادة شرب الماء لا يمكن أن تكون محرّكة لعضلات اليد للبطش، بل لما ترى النّفس توقف الشرب على تحرّك العضلات، تريد حركتها للتوصّل إلى مطلوبها، فالإرادة المتعلّقة بتحريك العضلات غير الإرادة المتعلّقة بإيجاد المطلوب نوعا، ألا ترى أنّ المطلوب مراد لذاته و تحريك العضلات توصليّ و غير مشتاق إليه أصلا و لا مراد بالذات؟! و ما تقدّم منه- أنّ الاشتياق يتعلّق بالمقدّمة من ذي المقدّمة [1]- غير مطّرد، كما عرفت آنفا أنّ الاشتياق لم يكن من مقدمات الإرادة في جميع الموارد، و في كثير من الموارد يريد الشي‌ء مع شدّة كراهته له، و الحاكم هو الوجدان.

فحينئذ نقول: في مثل هذه الأفعال لا يمكن أن يقال: إنّ الإرادة تتعلّق بمقدّماتها من غير تصميم العزم بإتيان ذي المقدمة.

و لا أن يقال: إنّ حالتنا الوجدانيّة بالنظر إلى هذا الفعل و غيره بالنسبة إلى المستقبل سواء، لقضاء الوجدان بخلافه.

و لا أن يقال: إنّ الحالة الوجدانيّة هو العلم بالصلاح فقط، فإنّه- أيضا- خلاف الوجدان.

و بالجملة: الوجدان أصدق شاهد بأنّ الإنسان قد يشتاق الأمر الاستقباليّ كمال الاشتياق، لكن لا يريده و لا يكون عازما على إتيانه، و قد يريده و يقصده من غير اشتياق، بل مع كمال كراهته، ففي الفرض الثاني يتصدّى لإتيان‌


[1] نهاية الدراية 1: 186- سطر 15- 16.

اسم الکتاب : مناهج الوصول المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست